مبني على الضم في محل نصب مفعول به والميم علامة جمع الذكور وحرك الميم بالضم للوصل ـ التقاء الساكنين ـ البرق : مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الفتحة. خوفا : مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة أي مصدر بمعنى «إخافة» كما قال الزمخشري لأنه ليس مفعولا لأجله حيث إنه ليس بفعل فاعل الفعل المعلل إلّا على تقدير حذف المضاف : أي إرادة خوف ويجوز أن يكون منصوبا على الحال من البرق بتقدير الحال من البرق كأنه في نفسه خوف على تقدير : ذا خوف .. أو من المخاطبين بمعنى : خائفين. وهناك رأي يجوّز إعرابها مفعولا لأجله ـ له ـ على اعتبار المفعول له في مثل هذا الفعل فاعل في المعنى لأنه أراهم فقد رأوا. والأصل هو الذي يريكم البرق فترونه خوفا وطمعا : أي ترقبونه وتتراءونه تارة لأجل الخوف وتارة لأجل الطمع.
(وَطَمَعاً وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ) : معطوف بالواو على «خوفا» ويعرب مثله. الواو عاطفة. ينشئ : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. السحاب : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة. الثقال : صفة ـ نعت ـ للسحاب منصوب مثله وعلامة نصبه الفتحة وهو جمع «سحابة» ولذلك وصف بالثقال .. بمعنى : المملوء ماء.
** (ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثانية بمعنى : ثم جلس على العرش ـ كرسي الملك ـ وبما أن الجلوس محال على الله سبحانه فيكون التأويل ثم استولى على الملكوت يدبّره. و «العرش» هو السرير وهنا جاء كناية عن الملك الذي هو أعظم المخلوقات اعتلاء يليق به جلت قدرته لا تعرف كيفيته ولكن هو حق بلا تكييف ولا تشبيه وبلا تأويل ولا تعطيل.
** (وَجَعَلَ فِيها رَواسِيَ وَأَنْهاراً) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثالثة .. المعنى : وجعل في الأرض أي خلق فيها جبالا ثوابت فحذف الموصوف «جبالا» وحلت الصفة ـ ثوابت ـ محلّه. يقال : رسا ـ يرسو ـ رسوا ورسوا الشيء : بمعنى : ثبت فهو راس ـ اسم فاعل ومنه جبال راسية ورست أقدامهم في الحرب والفعل من باب «عدا» ورست السفينة : أي وقفت على البحار وغيرها.
** (يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ) : أي يلبسه مكانه فيصير الجو مضيئا بعد أن كان مظلما أو بمعنى : يحتملهما أو يلحق الليل بالنهار أو يغطّي النهار بالليل .. وسقط حرف الجر من أحدهما وانتصب على المشاكلة.