** (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ) : أي إنّ في ذلك المذكور فحذفت الصفة أو البدل «المذكور» لأن ما قبله دال عليه.
** (صِنْوانٌ وَغَيْرُ صِنْوانٍ) : هذا القول الكريم ذكر في الآية الكريمة الرابعة بمعنى : خارجة من أصل واحد أو أصناف متماثلات وغير متماثلات. تلفظ الكلمة بكسر الصاد في لغة الحجاز وبضم الصاد في لغة بني تميم .. وهي جمع «صنو» وهو الفرع الخارج عن أصل الشجرة وفعله «صنا» إذا خرج نخلتان أو ثلاث من أصل واحد فكلّ واحدة منهنّ «صنو» ومثنّاه : صنوان ـ بكسر النون وجمعها : صنوان ـ برفع النون الأخيرة. وفي الحديث : عمّ الرجل صنو أبيه.
** (أُولئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا) : هذا القول الكريم ذكر في الآية الكريمة الخامسة .. التقدير والمعنى : أولئك السائلون عن الانبعاث ـ البعث ـ سؤالا منكرا هم الذين كفروا فحذفت الصفة أو البدل «السائلون» لأن ما قبله دال عليه أما قوله «وإن تعجب فعجب قولهم» فمعناه : وإن تعجب يا محمد من إنكارهم البعث فعجب قولهم أو إن تعجب من تكذيب الكفار لك فالأعجب منه تكذيبهم بالبعث وإنكارهم له .. يقال : عجبت من الشيء .. من باب «تعب» ومثله «تعجبت واستعجبت». وهو شيء عجيب أي يعجب منه ويقال : أعجبني حسنه وأعجب زيد بنفسه : إذا ترفع وتكبر. قال الفيّوميّ : يستعمل التعجب على وجهين : أحدهما : ما يحمده الفاعل ومعناه الاستحسان والإخبار هو رضاه به والثاني ما يكرهه ومعناه الإنكار والذم له .. ففي الاستحسان يقال : أعجبني. وفي الذم والإنكار يقال : عجبت ـ أي الفعل الثلاثي ـ وقال بعض النحاة : التعجب هو انفعال النفس لزيادة وصف في المتعجب منه نحو : ما أشجعه. قال وما ورد في القرآن من نحو قوله تعالى في سورة «مريم» : (أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ) فإنّما هو بالنظر إلى السامع. والمعنى : لو شاهدتهم لقلت ذلك متعجبا منهم ومن الأخطاء الشائعة قولهم : إذا عرف السبب بطل العجب .. بلفظ «بطل» بضم الطاء والصواب بفتحها لأنه يقال : بطل الشيء ـ يبطل ـ من باب «دخل» بطلا وبطلانا وبطولا .. بضم الأوائل من هذه المصادر .. بمعنى : فسد أو سقط حكمه فهو باطل ـ اسم فاعل ـ أمّا بطل ـ بضم الطاء فهو بمعنى صار بطلا وهو من باب «سهل» و «ظرف» أي صار شجاعا والبطل : هو الشجاع.
** (وَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ) : أي وأولئك المنكرون للبعث هم أصحاب النار فحذف النعت أو البدل «المنكرون ..».
** (وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلاتُ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السادسة .. المعنى : وقد مضت من قبلهم العقوبات التي نزلت بأمثالهم من المكذبين .. جمع «مثلة» وهي العقوبة يقال : مثل المتهم أمام القاضي يمثل مثولا ـ بفتح الثاء لأنه من باب «قعد» أي وقف قائما ..
** (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السابعة وفيه ذكّر الفعل «أنزل» مع فاعله المؤنث «آية» وذلك لأنه فصل عن فعله بفاصل أو لأن تأنيث «آية» غير حقيقي. وقيل : قالوا ذلك : مع تكاثر ما أنزل من الآيات على رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ.
** (وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) : أي ولكلّ قوم نبيّ هاد يهديهم ويرشدهم فحذف الموصوف اختصارا «نبيّ» وحلّت صفته «هاد» محلّه.