** (سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة .. والفعل «أسرّ» بمعنيين متضادين وهما : كتم .. وأظهر. وفي الآية الكريمة بمعنى «كتم» أي أخفى لأنه يقابله الفعل المضاد «جهر» أي أعلن بمعنى من أخفى القول في نفسه ومن أعلنه و «سارب» اسم فاعل بمعنى : بارز. جهر بالقول : أي رفع به صوته وهو من باب ـ قطع ـ وجهور أيضا وهذا رجل جهوري الصوت بتسكين الهاء ولهذا نقول صوته جهوريّ ولا نقول : جهوري الصوت ـ بضم الهاء. لأنه مأخوذ من جهور.
** (لَهُ مُعَقِّباتٌ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الحادية عشرة .. بمعنى : له ملائكة تتعقب أو تتعاقب على حفظ الإنسان يجيء واحد بعد الآخر فحذف الموصوف «ملائكة» وحلّت الصفة «معقّبات» محلّه. واللفظة اسم فاعل جمع «معقبة» وأصلها : معتقبان فأدغمت التاء في القاف كقوله تعالى في سورة «التوبة» : (وَجاءَ الْمُعَذِّرُونَ) بمعنى «المعتذرون». والهاء للمبالغة في المفرد «معقبة» ولهذا جاء التذكير والجمع في «يحفظونه» وهو يعود على «الملائكة» ـ فجاء التذكير على معنى «الملائكة» أيضا ـ جمع ملك .. وهو لفظة مذكّرة ـ لا على اللفظ.
(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَهُمْ يُجادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحالِ) (١٣)
(وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ) : الواو عاطفة. يسبح : فعل مضارع مرفوع بالضمة. الرعد : فاعل مرفوع بالضمة. بحمده جار ومجرور متعلق بيسبح والهاء ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالإضافة.
(وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ) : معطوف على ما قبله ويعرب إعرابه بمعنى ويسبح الملائكة من هيبته وجلاله ومن الخوف منه.
(وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ) : الواو عاطفة. يرسل : فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هو. الصواعق : مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة.
(فَيُصِيبُ بِها مَنْ) : تعرب إعراب «ويرسل». بها : جار ومجرور متعلق بيصيب. من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به.
(يَشاءُ وَهُمْ) : تعرب إعراب «يرسل» وهي صلة الموصول لا محل لها. الواو حالية. هم : ضمير منفصل ـ ضمير الغائبين ـ مبني على السكون في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية و «هم يجادلون» في محل نصب حال.