ويقال دارت بهم الدوائر : أي نزلت بهم النوائب وأهلكتهم لأن دائرة السوء : هي النائبة التي تنزل وتهلك .. ودوران الفلك : هو تواتر حركاتها بعضها إثر بعض من غير ثبوت.
** (اللهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة السادسة والعشرين. والتقدير والمعنى : الله يوسع الرزق لمن يشاء ويقدر الرزق أو ويقدره أي يضيقه على من يشاء فحذف مفعول «يقدر» ومتعلّقه اختصارا اكتفاء بذكره أول مرّة. و «قدر» مثل «قتر» من باب «ضرب» أمّا الفعل «بسيط» فهو من باب «نصر».
** (وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا مَتاعٌ) : المعنى والتقدير : وما الحياة الدنيا في جنب الآخرة إلّا تمتع أو متعة فحذف المضاف «جنب» اختصارا وأقيم المضاف إليه «الآخرة» مقامه.
** (إِنَّ اللهَ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السابعة والعشرين حذف مفعول يشاء. أي من يشاء إضلاله.
** (الَّذِينَ آمَنُوا) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة الثامنة والعشرين وفيه الاسم الموصول «الذين» بدل من الاسم الموصول «من أناب» في الآية الكريمة التي قبلها فجاء الفعل «أناب» بصيغة الإفراد على لفظ «من» والبدل منه «الذين» بصيغة الجمع على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.
** (طُوبى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة التاسعة والعشرين .. المعنى والتقدير : طابوا وزكوا ولهم حسن مرجع من آب ـ يئوب ـ أوبا ومآبا إلى الله : أي تاب ورجع .. و «طوبى» دعاء .. مشتق من طاب ـ يطيب. وجاء على وزن «فعلى» كبشرى وزلفى وبمعنى : لهم الحياة الطيبة والسرور والغبطة والسعادة أو العيش الطيب لهم ومن معاني اللفظة : أصبت خيرا وطيبا. والواو فيها منقلبة عن ياء لضم ما قبلها كموقن وموسر.
** (لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمنِ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الثلاثين ـ المعنى والتقدير : لتقرأ عليهم الكتاب العظيم أي القرآن الكريم الذي أوحينا به إليك وهم يجحدون باسم الله البليغ الرحمة فحذف الموصوف «الكتاب أو القرآن» وحلت الصفة «الذي» محله لأنه معلوم كما حلّت صفة لفظ الجلالة «الرحمن» محله لأنه معلوم. يقال : رحمه ـ يرحمه ـ أي رقّ قلبه عليه وتعطف عليه.
** (أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الحادية والثلاثين يكون المعنى : أفلم يقنط وفي الآية أفلم يعلم .. وإنما استعمل بمعنى العلم لتضمنه معناه لأن اليائس عن الشيء عالم بأنه لا يكون.
(أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِما لا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ أَمْ بِظاهِرٍ مِنَ الْقَوْلِ بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَما لَهُ مِنْ هادٍ) (٣٣)
(أَفَمَنْ هُوَ قائِمٌ) : الهمزة همزة إنكار بلفظ استفهام. الفاء زائدة ـ تزيينية ـ من : اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. هو : ضمير