** (وَما لَهُمْ مِنَ اللهِ مِنْ واقٍ) : هذا القول الكريم ورد في نهاية الآية الكريمة الرابعة والثلاثين .. التقدير والمعنى : وما لهم من عذاب الله من عاصم .. فحذف المضاف «عذاب» وحلّ المضاف إليه لفظ الجلالة للتعظيم محلّه .. يقال : وقاه الله السوء ـ يقيه ـ وقاية .. بمعنى حفظه بكسر واو «وقاية» وروى أبو عبيد عن الكسائي .. فتح الواو في «الوقاية» والوقاء أيضا. ويقال : اتّقيت الله اتّقاء والتّقية والتقوى اسم منه. والتاء مبدلة من واو. والأصل : وقوى .. من وقيت .. لكنه أبدل ولزمت التاء في تصاريف الكلمة والتقاة مثله وجمعها : تقىّ .. فوقاه الله السوء ومن السوء بمعنى : أصلحه. والتقوى : هي مخافة الله والعمل بطاعته.
** (تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة والثلاثين .. التقدير والمعنى : تلك الجنّة عاقبة المتقين الله ـ الذين اتقوا الله ـ ولم يذكر اسم لفظ الجلالة المفعول به للتعظيم اختصارا لأنه معلوم كما حذفت الصفة أو البدل المشار إليه «الجنة» لأن ما قبلها يدل عليها.
** (وَلا أُشْرِكَ بِهِ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة السادسة والثلاثين حذف مفعول «أشرك» اختصارا. التقدير : ولا أشرك به أحدا غيره في عبادته كما حذف مفعول «أدعو» في قوله «إليه أدعو» أي إليه أدعو الناس لا إلى غيره سبحانه.
** (يَمْحُوا اللهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة التاسعة والثلاثين .. المعنى : ينسخ الله سبحانه ما يستصوب نسخه ويرى ضرورة لذلك ويثبت أي ويبقي غيره من يشاء من الأحكام فحذف مفعول «يثبت» اختصارا وهو «غيره» لأن ما قبله وهو «يمحو الله ما يشاء» يدلّ عليه .. أي يثبت ما لا بدّ من إثباته. يقال : ثبت الشيء ـ يثبت ـ ثبوتا وثباتا .. من باب «دخل» بمعنى : دام واستقرّ واسم الفاعل «ثابت» وبه سمّي ومنه حسّان بن ثابت. وثبت الرجل ـ بضم الباء ـ معناه كان ثبيتا شجاعا.
** (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً) : هذا القول الكريم جاء في الآية الكريمة الثانية والأربعين .. ومعناه : فلله التدبير المطلق لأن «المكر» وهو التدبير الخفيّ محال ـ مستحيل ـ على الله جلّت قدرته لأنه يقال : مكر الرجل يمكر ـ مكرا .. من باب «قتل» بمعنى : خدع .. احتال فهو ماكر ـ اسم فاعل وأمكر لغة في «مكر» ومكر الله وأمكر : بمعنى : جازى على المكر وسمّي الجزاء مكرا كما سمّي جزاء السيئة سيئة مجازا على سبيل مقابلة اللفظ باللفظ.
** (لَسْتَ مُرْسَلاً) : المعنى : لست رسولا مرسلا من الله إلى الناس. وهو قول الكافرين للرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فحذف الموصوف «رسول» وأقيمت الصفة «مرسل» مقامه.
***