** (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة .. التقدير : مثل أعمال الذين كفروا .. فحذف المضاف إليه «أعمال» وأقيم المضاف إليه الثاني الاسم الموصول «الذين» مقامه. وكلمة «عاصف» اسم فاعل يقال : عصفت الريح ـ تعصف ـ عصفا وعصوفا .. بمعنى : اشتدّت .. والفعل من باب «ضرب» فهي عاصف ـ جمعها عواصف ـ وعاصفة ـ جمعها عاصفات ـ ويسند الفعل إلى اليوم والليلة لوقوعه فيهما فيقال : يوم عاصف كما يقال : بارد لوقوع البرد فيه وقيل : عند التصريح تريح .. أي إذا صرح الحقّ ـ أي بان ـ استرحت ولم في نفسك شيء قال الشاعر :
أصبحت لا أملك السلاح ولا |
|
أملك رأس البعير إن نفرا |
والذئب أخشاه إن مررت به |
|
وحدي وأخشى الرياح والمطرا |
قائل هذين البيتين هو الشاعر الربيع بن منيع وهو أكبر معمّر في الإسلام. قال أبو حاتم : كان من أطول من كان قبل الإسلام عمرا عاش ثلاثمائة وأربعين سنة. وقال حين بلغ مائة وأربعين سنة :
أصبح منّي الشباب مبتكرا |
|
إن ينأ عنّي فقد ثوى عصرا |
فارقنا قبل أن نفارقه |
|
لمّا قضى من جماعنا وطرا |
** (ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ) : التقدير والمعنى : ذلك الضلال مع توهمهم أنهم محسنون هو الضلال البعيد فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه «الضلال» اختصارا لأن ما قبله يدل عليه.
** (إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الحادية والعشرين .. بمعنى : كنّا لكم أتباعا أي تابعين لمذهبكم وهي جمع «تابع» وجمع على «تبع» كقولهم : خادم وخدم. وجاء في مستهل الآية الكريمة المذكورة قوله تعالى : «وبرزوا لله جميعا» والمعنى : وبرزوا من قبورهم .. وبمعنى «يبرزون» يوم القيامة وإنّما جيء بلفظ الماضي لأنّ ما أخبر به سبحانه لصدقه كأنّه قد كان ووجد. ونحوه : نادى أصحاب الجنة .. ونادى أصحاب النار .. ونظائر له.
** (ما لَنا مِنْ مَحِيصٍ) : أي من منجى .. مهرب .. يقال : حاص ـ يحيص ـ حيوصا ومحيصا ومحاصا بمعنى : عدل وحاد والفعل من باب «باع» يقال : ما عنه محيص : أي محيد ومهرب.
** (فَأَخْلَفْتُكُمْ) : أي فأخلفتكم وعدي .. فحذف المفعول به «وعدي» اختصارا لأنه معلوم.
** (إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ) : المعنى والتقدير : إنّي كفرت بالله الذي أشركتموني معه أي إنّي بإشراككم إياي في الدنيا. أو إنّي كفرت بالذي أشركتمونيه من قبل هذا اليوم أي من قبل أن أهبط إلى الأرض فأنا هالك معكم أي مثلكم فحذف المضاف إليه «هذا اليوم».
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ) (٢٣)
(وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا) : الواو استئنافية. أدخل. فعل ماض مبني للمجهول مبني على الفتح. الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل. آمنوا : الجملة الفعلية صلة الموصول لا محل لها وهي