مفعول به. من الثمرات : جار ومجرور متعلق بارزق أو تكون «من» للتبعيض. وحذف مفعول «ارزق» الثاني لدلالة «من» التبعيضية عليه.
(لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) : حرف مشبه بالفعل من أخوات «إنّ» و «هم» ضمير الغائبين مبني على السكون في محل نصب اسم «لعلّ». يشكرون : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «لعلّ» وهي فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع فاعل.
** (أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ) : ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة الرابعة والعشرين. و «فرعها» أي فرع الشجرة بمعنى : غصنها .. أي أعلاها لأن فرع الشيء : يعني أعلاه. أما «الأصل» فهو الأسفل. وخرّج منه الفعل «استأصل» نحو : استأصل الشيء : أي ثبت أصله وقوي ثم كثر حتى قيل : أصل كل شيء هو ما يستند الشيء إليه أي ما يستند وجود الشيء إليه فالأب : أصل الولد والنهر : أصل الجدول وجمعه أصول وقال الفيّوميّ أيضا : وأصل «النسب» يأصل ـ أصالة : بمعنى : شرف. وهو من باب «ظرف» فهو أصيل .. وقولهم : لا أصل له ولا فصل. قال الكسائيّ : الأصل : الحسب .. الفصل : النسب .. وقيل : اللسان ومن معاني «استأصل» : قلع ومنه قيل : استأصل الله تعالى الكفار : أي أهلكهم جميعا وقولهم : ما فعلته أصلا ولا أفعله أصلا : معناه : ما فعلته قط ولا أفعله أبدا وانتصاب «أصلا» على الظرفية .. أي ما فعلته وقتا من الأوقات ولا أفعله حينا من الأحيان.
وقبل هذا القول الكريم شبّه سبحانه الكلمة الطيبة وهي كلمة الإسلام : «لا إله إلّا الله» وكلّ ما يدلّ على الخير والحق والفضيلة بالشجرة الطيبة الراسخ أصلها في الأرض مثل رسوخ كلمة التوحيد والدعوة إلى القرآن في قلب المؤمن وعلى الضدّ من ذلك شبّه سبحانه في الآية الكريمة السادسة والعشرين الكلمة الخبيثة وهي كلمة الكفر وكل ما يدعو إلى الشر كالشجرة الخبيثة وهي شجرة «الحنظل» ليس لها استقرار تقتلع ولم يبق منها شيء وكذلك كلمة الكفر نهايتها إلى الفناء و «الحنظل» نبات سامّ يضرب المثل بمرارته فيقال : أمرّ من الحنظل.
** (بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثامنة والعشرين يكون التقدير والمعنى : بدّلوا شكر نعمة الله كفرا بتكذيبهم رسالة محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فحذف مفعول «بدلوا» المضاف «شكر» وأقيم المضاف إليه «نعمة الله» مقامه وانتصب على المفعولية أو يكون التقدير بدّلوا نفس النعمة كفرا. ودار البوار : أي دار الهلاك .. يقال : بار ـ يبور ـ بورا : أي هلك.
** (مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الحادية والثلاثين .. والمراد بيوم هو يوم القيامة وقد نكرّ لهو له وفظاعته. يقال : باع الشيء ـ يبيعه ـ بيعا : أي شراه أو اشتراه فهو من الأضداد. والبيع : أيضا من الأضداد مثل الشراء .. ويطلق «البيع» على المبيع .. فيقال : هذا بيع جيد. وقد أورد الشاعر طرفة بن العبد الفعل «باع» بمعنى «اشترى» في معلّقته :