ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا |
|
ويأتيك بالأخبار من لم تزوّد |
ويأتيك بالإخبار من تبع له |
|
بتاتا ولم تضرب له وقت موعد |
«بتاتا» : هنا : هي كساء المسافر وأداته ومن معانيه أيضا : قطعا وبدون رجعة ولا عود. ويقال : لا أفعله البتّة : أي لا أفعله مطلقا وهو مصدر منصوب بفعل مقدر والتاء للمبالغة و «البتّة» اسم المرّة من بتّ.
** (وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِناً وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة الخامسة والثلاثين. واسم الإشارة «هذا» في رأي الكوفيين أنه «ذا» اسم موصول ولا يلزم عندهم لاعتبار «ذا» موصولا أن يسبقه اسم استفهام كما يلزم عند البصريين ولا يمنع من اعتباره موصولا عندهم تقدم حرف التنبيه عليه .. أمّا البصريون فقالوا : إذا تقدم حرف التنبيه لزم أن يكون «ذا» اسم إشارة وإذا لم يتقدم حرف التبعية فإن تقدم عليه «ما» أو «من» الاستفهاميان ووجدت الصلة كان موصولا وإلّا فهو اسم إشارة وهاهنا تقدم حرف التنبيه فهو اسم إشارة ولا يكون اسما موصولا. انتهى القولان. وفي هذا البحث سيكتفى بإعراب «هذا» متى ذكر في الآيات الكريمة اسم إشارة فقط من باب الاختصار مع الاحتفاظ بالرأيين المذكورين أما الفعل «أجنبني» فمعناه : أبعدني. يقال : جنبه ـ يجنبه ـ جنبا : أي أبعده .. وهو من باب «نصر».
** (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السادسة والثلاثين .. أي فإنه من جماعتي أو من أهل ديني .. فحذف المضاف «جماعة» وأوصل حرف الجر «من» بياء المتكلم فصار : منّي.
** (رَبَّنا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) : هذا القول الكريم معناه إنّي أسكنت إسماعيل وأمّه هاجر بواد لا زرع فيه هو وادي مكة عند الكعبة المشرفة. وحذفت الياء من «وادي» لأنه اسم منقوص نكرة. والوادي لغة : هو كلّ منفرج ينفذ فيه السيل .. وهو اسم فاعل من ودى ـ يودي ـ وديا أي سال فشاع في الأرض. ويقال للمنفرج بين الجبلين : واد أيضا.
** (لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) : حذف مفعول «يشكرون» أي ليشكروا نعمتك.
(رَبَّنا إِنَّكَ تَعْلَمُ ما نُخْفِي وَما نُعْلِنُ وَما يَخْفى عَلَى اللهِ مِنْ شَيْءٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) (٣٨)
(رَبَّنا) : أعرب في الآية الكريمة السابقة والنداء المكرر دليل التضرع واللجوء إلى الله سبحانه.
(إِنَّكَ تَعْلَمُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسم «إنّ». تعلم : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل مضارع مرفوع بالضمة والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : أنت.