على الضم في محل نصب مفعول به. منشورا : صفة ثانية للموصوف «كتابا» أو حال من ضمير «يلقاه» منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
** (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة الأولى أي سبحان الله الذي .. ولم يذكر الموصوف لفظ الجلالة اختصارا لأنه معلوم فقامت صفته الاسم الموصول مقامه. وأسرى : أي سار به ليلا يقال : سرى ـ يسري ـ سرّى ومسرى .. وأسرى ـ يسري ـ إسراء. قال الزمخشريّ : في هذا القول الكريم معنى التعجب من الفعل الذي خصّ به سبحانه عبده. وقيل : الباء للمصاحبة والفعل متعدّ بنفسه بمعنى : نقل عبده أو أسرى عبده محمدا ليلا. فإن قلت : الإسراء لا يكون إلّا بالليل فما معنى ذكر الليل؟ قلت : أراد سبحانه بقوله ليلا بلفظ التنكير تقليل مدّة الإسراء وأنه أسرى به بعض الليل من مكة إلى الشام مسيرة أربعين ليلة وذلك أن التنكير فيه دلّ على معنى البعضية. ويشهد لذلك قراءة عبد الله وحذيفة : من الليل : أي بعض الليل كقوله : ومن الليل فتهجد به نافلة يعني الأمر بالقيام في بعض الليل. والإعجاز الآخر هو نقله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ في لمحة من الوقت. وإضافة لما ذكر من منزلة الرسول الكريم محمد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقد كرّمه سبحانه أيضا في قوله عزوجل : إنّه هو السميع البصير .. لأن المعنى : السميع بأقوال محمّد البصير بأفعاله الموجبة لكرامته ـ صلىاللهعليهوسلم ـ وقوله تعالى : «الذي باركنا حوله» لأن الأنبياء ـ عليهمالسلام ـ الذين كانوا بعد موسى عليهالسلام كانوا ببيت المقدس وما حوله فبارك الله تعالى تلك المواضع بأن باعد الشرك منها .. ولهذا سمّي ببيت المقدس لأنه قدّس : أي طهّر من الشرك.
** (لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة. أي تفسدون في أرض فلسطين ـ الأرض المقدسة ـ التي بها المسجد الأقصى ـ إفسادتين : الأولى : مخالفة أحكام التوراة وقتل أشعياء. والثانية : قتل زكريا ويحيى والعزم على قتل عيسى أو الكفر به. يقال : فسد الشيء ـ يفسد ـ فسودا فهو فاسد ـ اسم فاعل. والفعل من باب «قعد» والاسم منه هو الفساد والفعل الثلاثي «فسد» فعل لازم ويتعدى الفعل بالألف ـ أي الرباعي أفسد ـ أو بالتضعيف.
** (فَإِذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة. التقدير : فإذا جاء وعد عقوبة أولاهما فحذف المضاف إليه «عقوبة» اختصارا اكتفاء بذكر المضاف «وعد».
** (وَجَعَلْناكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السادسة. المعنى : أكثر جمعا أي رجالا مقاتلين. يقال : نفر ـ ينفر ـ نفورا إلى الشيء : أي أسرع إليه والفعل من باب «قعد» و «النفير» مثل «النفور» ويقال للقوم النافرين لحرب أو غيرها : نفير .. تسمية بالمصدر. ونفر ـ ينفر ـ نفرا .. من باب «ضرب» في اللغة العالية وبها قرأ السبعة. ونفر القوم : بمعنى : أعرضوا وصدّوا. وقيل : النفير : هو جمع «نفر» وهم المجتمعون للذهاب إلى الحرب. و «النفر» أيضا بفتح النون والفاء : جماعة من الرجال من ثلاثة إلى عشرة وقيل إلى سبعة ولا يقال : نفر فيما زاد على العشرة ومثله «النفير» أيضا.
** (إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة السابعة أي إن أحسنتم أفعالكم وأقوالكم فحذف مفعول «أحسنتم» اختصارا وهو «أفعالكم وأقوالكم».