الكلام السابق. التقدير والمعنى : ليكن منك عدم بسط اليد أي عدم فتحها فعدم القعود أي فعدم صيرورتك ملوما محسورا بمعنى : نادما مغموما.
** (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الخامسة عشرة. المعنى والتقدير : ولا تحمل نفس حاملة وزرا وزر نفس أخرى أي ولا يحمل إنسان ذنب إنسان آخر وما كنّا معذبين قوما أو أحدا و «معذبين» جمع «معذب» وهو اسم فاعل للفعل المتعدي إلى مفعول «عذّب» فيكون «قوما» مفعولا به لاسم الفاعل «معذبين» وحذف الموصوف «نفس» وحلّت صفته «وازرة» محلّه. كما حذف الموصوف الثاني «نفس» وأقيمت صفته «أخرى» مقامه.
** سبب نزول الآية : نزلت الآية الكريمة التي مطلعها (مَنِ اهْتَدى فَإِنَّما يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّما يَضِلُّ عَلَيْها) : نزلت الإشارة في الهدى إلى أبي سلمة بن عبد الأسود وفي الضلال إلى الوليد بن المغيرة.
** (وَإِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة السادسة عشرة .. أي أمرنا متنعّميها بالطاعة فخرجوا عنها وتمردوا وأمرنا : قيل : المعنى : كثّرنا. يقال : أمرت الشيء وآمرته .. من باب «قتل» وأمرته .. من باب «تعب» أي كثرته. قال الفيّوميّ : الأمر : هو الحال ويجمع على «أمور» والأمر : بمعنى الطلب وجمعه : أوامر .. فرقا بينهما هكذا يتكلم به الناس .. ومن الأئمة من يصحّحه ويقول في تأويله : إنّ الأمر مأمور به .. ثم حوّل المفعول إلى فاعل كما قيل في أمر عارف وأصله : معروف وعيشة راضية .. الأصل : مرضية. والأمر من هذا الفعل إذا لم يتقدمه حرف عطف حذفت الهمزة على غير قياس فيقال : مره بكذا ونظيره : كل وخذ. وإن تقدمه حرف عطف فالمشهور ردّ الهمزة على القياس فيقال : وأمر بكذا ولا يعرف في «كل» و «خذ» إلّا التخفيف مطلقا. أمّا «الإمارة» فإذا كانت بكسر الهمزة فهي بمعنى «الولاية» وبفتحها هي العلامة وزنا ومعنى.
** (مَنْ كانَ يُرِيدُ الْعاجِلَةَ عَجَّلْنا لَهُ فِيها ما نَشاءُ لِمَنْ نُرِيدُ) : في هذا القول الكريم الوارد في الآية الكريمة الثامنة عشرة حذف الموصوف «الحياة» وحلّت الصفة «العاجلة» محلّها لأن التقدير : الحياة العاجلة كما حذف مفعول «نريد» اختصارا لأنّ التقدير : لمن نريد التعجيل له منهم.
** (ثُمَّ جَعَلْنا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاها مَذْمُوماً مَدْحُوراً) : أي ثم دفعنا به إلى جهنم يدخلها مذموما مطرودا من رحمتنا ـ يقال : دحره ـ يدحره ـ دحرا : أي طرده وأبعده وهو من باب «خضع».
** (وَمَنْ أَرادَ الْآخِرَةَ وَسَعى لَها سَعْيَها وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِكَ كانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُوراً) هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة التاسعة عشرة. المعنى والتقدير : ومن أراد الحياة الآخرة وعمل لها المطلوب من الطاعات فأولئك الجامعون للطاعات والإيمان الصحيح كان سعيهم مقبولا عند الله ـ فحذف الموصوف «الحياة» وحلّت الصفة «الآخرة» محلّها كما حذف النعت أو البدل المشار إليه «الجامعون» وأفرد الفعل «أراد» و «سعى» والضمير «هو» والاسم «مؤمن» مراعاة للفظ «من» وجاء بصيغة الجمع «أولئك» و «سعيهم» على معنى «من» لأن «من» مفرد لفظا مجموع معنى.
** (كُلًّا نُمِدُّ هؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ) : هذا القول الكريم هو مستهل الآية الكريمة العشرين. التقدير : كلّ واحد من الفريقين أو كل فريق وقد نوّنت «كلّا» للتنكير أو عوضا عن المضاف إليه المحذوف «فريق».