بمعنى : الأساليب وهي أجناس الكلام وطرقه .. وقال عن هذه الأحرف وأمثالها في القرآن الكريم الواردة في أوائل سوره الشريفة : لقد جيء بها بيانا لإعجاز القرآن وإثبات كونه كلام الله بتحدي العرب للإتيان بمثله أو بمثل أقصر سورة منه .. وبيان عجزهم عن مجاراته علما بأنه مركب من الحروف العربية التي ينطقون بها وينظمون بها كلامهم وهم فرسان البلاغة والفصاحة وتدل هذه الأحرف أيضا على إعجاز القرآن للإنس والجنّ وهي مادة كالخطابة والكتابة والشعر وهي لغة العرب وقال أيضا : إنّ هذه الأحرف الواردة في أوائل سور القرآن الكريم هي لتنبيه السامع والقارئ وحثّهما على الإقبال على تلاوة القرآن العظيم الذي نزل بلغة العرب التي يتفاخرون بأنهم أساطين اللغة وبيانها وبلاغتها وفنونها وبإعجازهم عن الإتيان بمثله أو بمثل سورة أو آية منه دليل على أنه صادر من الله جلّت قدرته فيكون عجزهم عن ذلك أبلغ حجة عليهم. وتنطق هذه الأحرف ساكنة .. وثمّة رأي أجاز إعرابها فوضعها في محل نصب بمعنى : اقرأ الر .. أو في محل رفع بمعنى : هذا الر. ويقول الفراء في معانيه : إنّها بمعنى : هذا تلك آيات. فيكون : خبر «هذا» ويكون بمعنى : الر تلك. أي حروف المعجم تلك آيات ويكون «الر» بمعنى «هذا» في محل رفع مبتدأ و «آيات» خبرا له. أما الكوفيون فيقولون «تلك» اسم إشارة مبني على الفتح عطف بيان. التقدير : هذا تلك على الابتداء والخبر.
آيات الكتب المبين : بدل من اسم الإشارة «تلك» مرفوع بالضمة. الكتاب : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. المبين : صفة ـ نعت ـ للكتاب مجرور مثله وعلامة جره : الكسرة.
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ قُرْآناً عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (٢)
(إِنَّا أَنْزَلْناهُ) : حرف نصب وتوكيد مشبه بالفعل و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل نصب اسم «إنّ». أنزلناه : الجملة الفعلية في محل رفع خبر «إنّ» وهي فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير الواحد المطاع و «نا» ضمير متصل مبني على