** (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْماً لُدًّا) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السابعة والتسعين. المعنى : فإنّما سهّلنا هذا القرآن بإنزاله بلغتك وهو اللسان العربي المبين لتبشّر به المتقين بالجنة وتخوف به قوما شديدي الخصومة والمعاندة و «لدا» جمع «ألدّ» يقال : لدّ ـ يلدّ لدّا.. أي اشتدت خصومته فهو ألدّ والفعل من باب «تعب» والمرأة : لدّاء. وهم «لدّ» ويتعدى إلى المفعول نحو : لدّ الرجل خصمه لدا وهذا الفعل المتعدي يكون من باب «قتل» بمعنى : شدّد خصومته فهو لدّ ـ تسمية بالمصدر و «لادّ» اسم فاعل.. على الأصل و «لدود» من صيغ المبالغة ـ فعول بمعنى : فاعل أي الشديد الخصومة.
(إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً) (٩٣)
(إِنْ كُلُّ مَنْ) : نافية بمعنى «ما» مهملة لأنها مخففة. كلّ : مبتدأ مرفوع بالضمة. من : اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالإضافة بمعنى ما كلّ واحد.. أو ما في السموات والأرض من كائن..
(فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) : جار ومجرور متعلق بفعل محذوف تقديره : وجد.. كان.. استقر أو هو مستقر.. والجملة الفعلية «وجد في السموات» صلة الموصول لا محل لها. والأرض : معطوفة بالواو على «السموات» وتعرب مثلها.
(إِلَّا آتِي) : أداة حصر أو حرف تحقيق بعد النفي. آتي : خبر المبتدأ «كل» مرفوع بالضمة المقدرة على الياء للثقل وهو مضاف وهو من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله لأن الأصل : آت الرحمن عبدا قبل الإضافة بنصب «الرحمن» مفعولا به باسم الفاعل «آت» وعند حذف تنوين «آت» للتخفيف أضيف إلى الرحمن.. وثبتت الياء لأن الاسم المنقوص النكرة تثبت ياؤه عند الإضافة وتعريفه بال.
(الرَّحْمنِ عَبْداً) : مضاف إليه مجرور بالإضافة وعلامة جره الكسرة. عبدا : حال منصوب وعلامة نصبه الفتحة المنونة.
(لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا) (٩٤)
(لَقَدْ أَحْصاهُمْ) : اللام للابتداء والتوكيد. قد : حرف تحقيق. أحصى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر والفاعل ضمير مستتر فيه