** (ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها أَفَهُمْ يُؤْمِنُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة وأراد بالقرية أهلها ولذلك وصفها بالظلم وقال في الآية الكريمة الحادية عشرة «قوما آخرين» لأن المعنى : أهلكنا قوما وأنشأنا قوما آخرين وبحذف المضاف «أهل» حلّ المضاف إليه «قرية» محله وأنّث الضمير «ها» في «أهلكناها» على لفظ «قرية».
** سبب نزولها : نزلت حينما طلب أهل مكة من النبي ـ صلىاللهعليهوسلم ـ أن يحوّل لهم الصفا ذهبا.
** (وَما أَرْسَلْنا قَبْلَكَ إِلَّا رِجالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ) : هذا القول الكريم ورد في بداية الآية الكريمة السابعة المعنى : وما أرسلنا إلّا رسلا رجالا نوحي إليهم ما نشاء وبعد حذف الموصوف «رسلا» أقيمت الصفة «رجالا» مقامه كما حذف مفعول «نوحي ما نشاء».
** (إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) : هذا القول الكريم هو آخر الآية الكريمة السابعة وفيه حذف مفعول «تعلمون» اختصارا لأن المعنى : إن كنتم لا تعلمون ذلك أي فإن جهلتم ذلك أي إنّ جميع الأنبياء والرسل كانوا بشرا فاسألوا أهل العلم بالكتب الإلهية السابقة العارفين.
** (وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ وَما كانُوا خالِدِينَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثامنة بمعنى ما جعلنا الأنبياء أجسادا بمعنى ما جعلناهم مجرد أجساد.. مغايرين لطباع البشر يعيشون كالملائكة بلا طعام ولا شراب ولم يكونوا مخلّدين بل يموتون كسائر البشر. قال الشاعر :
فقلت إلى الطعام فقال منهم |
|
فريق نحسد الإنس الطعاما |
قال الزمخشري : هذا الشعر للفرزدق.. وقيل : هو لسمير بن الحرث الضبي يصف جماعة من الجن أتوا ناره ليلا فسأل عنهم من أنتم؟ فقالوا : الجن.. فحيّاهم بالظلام أي قال لهم : عموا ظلاما.. وهي كلمة تحية مأخوذة من «وعم» يعم : معناه : طاب عيشكم في الظلام وكذلك عموا صباحا.. ثم دعاهم إلى الطعام وقال : أدعوكم إلى الطعام.. فقال فريق منهم : نحن لا نأكل الطعام الذي تأكلونه ونحسد الإنس في أكلهم الطعام. قال ابن هشام : إنّ قائل البيت هو جزع بن سنان على رواية من روى «عموا صباحا» وأمّا على رواية من رواه «عموا ظلاما» فإنّه ينسبه إلى سمير بن الحرث الضبي.. وكذا وقع في رواية الجوهري لأنه رواه «عموا ظلاما» وقال أبو القاسم : إنّ الناس يغلطون في هذا الشعر فيروونه «عموا صباحا» وجعل دليلا على ذلك ما رواه عن ابن دريد عن أبي حاتم عن أبي زيد.. ثم أنشد :
أتوا ناري فقلت منون أنتم |
|
فقالوا الجن قلت عموا ظلاما |
فقلت إلى الطعام فقال منهم |
|
زعيم نحسد الإنس الطعاما |
لقد فضلتم في الأكل عنّا |
|
ولكنّ ذاك يعقبكم سقاما |
وقال ابن السيد : لقد صدق أبو القاسم فيما حكاه عن ابن دريد.. ولكنه أخطأ في تخطئة رواية من روى «عموا صباحا» لأن هذا الشعر الذي أنكره وقع في سدّ مأرب ونسبه واضع الكتاب إلى جذع بن سنان الغسّانيّ في حكاية طويلة زعم أنها جرت له مع الجن وكلا الشعرين أكذوبة لم تقع قط.
** (فِيهِ ذِكْرُكُمْ) : هذا القول الكريم ورد في الآية الكريمة العاشرة المعنى فيه تخليد ذكركم.. وبعد حذف المضاف المبتدأ «تخليد» حلّ المضاف إليه «ذكركم» محله فارتفع ارتفاعه على الابتداء بمعنى : موعظتكم.. صيتكم..