(وَإِلَيْنا تُرْجَعُونَ) : الواو حالية والجملة الفعلية في محل نصب حال. إلى : حرف جر و «نا» ضمير متصل ـ ضمير الواحد المطاع ـ مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بترجعون و «ترجعون» فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة والواو ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل.
** (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْباطِلِ فَيَدْمَغُهُ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الثامنة عشرة.. بمعنى : بل نرمي بالحق على الباطل فيمحقه أو فيشجه حتى تبلغ الشجة الدماغ.. بمعنى : فيكسر دماغه. وفي هذا التعبير الكريم مبالغة بديعة في إهلاك الباطل يقال : دمغه ـ يدمغه ـ دمغا.. من باب «نفع» أي كسر عظم دماغه فالشجة دامغة وهي التي تخسف الدماغ ولا حياة معها. و «الدماغ» يلفظ بكسر الدال وجمعه : أدمغة. ** (وَلا يَسْتَحْسِرُونَ) : ورد هذا القول الكريم في نهاية الآية الكريمة التاسعة عشرة.. بمعنى : ولا يتعبون ولا يكلون.. يقال : حسر عن ذراعه حسرا من بابي «ضرب» و «قتل» بمعنى : كشف وفي المطاوعة : فانحسر.. وحسر البصر حسورا.. من باب «قعد» بمعنى : كلّ لطول مدى ونحوه فهو حسير.. وحسرت على الشيء حسرا.. من باب «تعب» والحسرة اسم منه وهي التلهف والتأسف وحسّرته ـ بتشديد السين ـ بمعنى : أوقعته في الحسرة وباسم الفاعل سمّي وادي محسّر وهو بين منى ومزدلفة سمّي بذلك لأن فيل «أبرهة» كلّ ـ تعب ـ فيه وأعيا فحسر أصحابه بفعله وأوقعهم في الحسرات. ويقال : حسر الرجل : أي أعيا وحسره غيره واستحسر مثله أي أعيا أيضا كما في الآية المذكورة والاستحسار أبلغ من الحسور وهو الإعياء.
** (قُلْ هاتُوا بُرْهانَكُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الرابعة والعشرين. المعنى : فقل : هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين في زعمكم أنهم آلهة وعلى هذا التفسير يجوز أن يكون القول جواب شرط جازم محذوف مع أداته أي «إن كنتم صادقين».
** (هذا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي) : أي هذا القرآن أو هذا الوحي الوارد في معنى توحيد الله ونفي الشركاء عنه فيه ذكر المعاصرين لي أو فيه عظة للذين معي وذكر السابقين لي من الأمم أي أمم الأنبياء قبلي.. فحذفت الصفة أو البدل المشار إليه «القرآن» لأنه معلوم.
** (وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السادسة والعشرين.. المعنى بل هم عباد مقربون لديه سبحانه.. ومكرّمون ـ اسم مفعول ـ.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية الكريمة في بني خزاعة حيث قالوا إنّ الملائكة بنات الله و «خزاعة» كما ذكرت المصادر التاريخية : قبيلة عربية رهط حارثة بن عمر ومن أزد كهلان اليمانية.. ارتحلت مع أرهاط كهلان الستة إلى شمالي الجزيرة إثر تصدع سد مأرب فلما انتهوا إلى مكة خزع ـ أي تخلف ـ عنهم رهط حارثة في مسيرتهم فأقاموا بمكة وتغلبوا على جرهم وانتزعوا منها سدانة الكعبة وظلت بيدهم إلى أيام قصي الذي جمع قريشا وأحدث دار الندوة واستعان بكناية وعذرة وأجلى خزاعة عن مكة وتولى سدانة الكعبة فهي في عقبه إلى اليوم ببني شيبة.