** (لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة السابعة والعشرين.. المعنى : لا يقولون شيئا حتى يكون هو البادئ به أي لا يسبق قولهم. المراد بقوله. فأنيب اللام مناب الإضافة «هم» أي لا يتقدمون قوله بقولهم.
** (وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ) : هذا القول الكريم هو نهاية الآية الكريمة الثامنة والعشرين بمعنى : خائفون و «مشفقون» جمع «مشفق» وهو اسم فاعل وفعله : أشفق.. يقال أشفق منه : بمعنى : خاف منه.. وأشفق عليه : بمعنى : خاف عليه. نحو : أشفقت من كذا : أي حذرت.. وأشفقت على الصغير : حنوت عليه وعطفت. والاسم : الشفقة.
** (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثلاثين المعنى : كانتا جميعا كتلة واحدة أي مضمومتين.. أي السماء لاصقة بالأرض لا فضاء بينهما.. وأراد بالجملة التثنية أي جعل السموات والأرض مفردتين بمعنى : جماعة السموات وجماعة الأرض ولذلك لم يقل : كنّ رتقا. وجاءت الكلمة «رتقا» مفردة لأنها مصدر ففصلنا بعضها عن بعض وجعلناهما كواكب وشمسا وتوابع بعد أن كانتا متلاصقتين.. وقيل : ففتقناهما بالمطر والنبات. وبمعنى : كانتا مرتوقتين أي مضمومتين ملتحمتين يقال : رتق بين الشيئين ـ يرتق ـ رتقا.. من باب «نصر» أي ضمهما ولحمهما وسدّهما و «الرتق» ضد «الفتق» والفعل «فتق» بمعنى : شقّ من الباب نفسه أي «نصر».
** (وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة والثلاثين. المعنى : إنّ الله هو الذي أوجد الليل والنهار والشمس والقمر وجاءت «كلّ» بمعنى : كلهم وهما اثنان «الشمس والقمر» لأن المقصود بهما جنس الطوالع كل يوم وليلة جعلوها متكاثرة لتكاثر مطالعها وهو السبب في جمعهما بالشموس والأقمار مع أنّ «الشمس» واحدة و «القمر» واحد. أما القول «يسبحون» أي جعل الضمير ـ واو الجماعة ـ للعقلاء فذلك بسبب وصفهم بفعل العقلاء وهو السباحة و «يسبحون» بمعنى : يسرعون إسراع السابح على سطح الماء.
** (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ) : هذا القول الكريم هو بداية الآية الكريمة الخامسة والثلاثين وأصلها : ذائقة الموت أي بتنوين آخر اسم الفاعل «ذائقة» ونصب «الموت» مفعولا به لاسم الفاعل «ذائقة» وعند حذف التنوين أضيف اسم الفاعل إلى المفعول فجرّ بالإضافة.
** سبب نزول الآية : نزلت هذه الآية والتي قبلها حين قالوا : نتربّص به ريب المنون.. ننتظر حتى يموت فنرتاج منه.
(وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ وَهُمْ بِذِكْرِ الرَّحْمنِ هُمْ كافِرُونَ) (٣٦)
(وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ) : الواو استئنافية. إذا : ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه متعلق بجوابه أداة شرط غير جازمة. رآك : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف والكاف ضمير متصل ضمير المخاطب ـ مبني على الفتح في محل نصب مفعول به مقدم. الذين : اسم موصول مبني على