الأعلى. وقيل : رمى ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ببصره نحو مسجده. وعن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنه ـ : قال رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ : «من قال حين يسمع النداء» أي الأذان أو الإقامة ـ : اللهمّ ربّ هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته.. حلّت شفاعتي له يوم القيامة. و «الوسيلة» بمعنى : المنزلة العليا في الجنة. أمّا «الفضيلة» فهي المرتبة الزائدة على سائر المخلوقين وهذا تواضع منه ـ أي من الرسول الكريم محمّد ـ صلىاللهعليهوسلم ـ ** (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة الثالثة. المعنى : عن الباطل صادّون أي الفضول أو عمّا لا يعتدّ من الكلام أو القول.. يقال : لغا ـ يلغو ـ لغوا ـ من بابي : عدا و «صدى» بمعنى : قال باطلا. وألغى الشيء : أي أبطله وقوله تعالى في سورة «الغاشية» : «لا تسمع فيها لاغية» معناه : لا تسمع فيها كلمة ذات لغو. و «اللّغو» في الأيمان : هو ما لا يعقد عليه القلب كقول الإنسان في كلامه : لا والله.. بلى والله. وقال الفيّوميّ : الفعل من باب «قال» ويقال : لغا الرجل : بمعنى : تكلّم باللّغو وهو أخلاط الكلام ولغا به : أي تكلّم به. وألغيته : أي أبطلته وكان ابن عباس يلغي كطلاق المكره ـ اسم مفعول ـ أي يسقط ويبطل. و «اللّاغية» الكلمة ذات لغو. ومن الفرق اللطيف قول الخليل : اللغط كلام لشيء ليس من شأنك والكذب كلام لشيء تغرّ به والمحال كلام لغير شيء والمستقيم كلام لشيء منتظم واللّغو كلام لشيء لم ترده. ومثله «اللّغوى» وهو أيضا ما لا يعتدّ به من كلام وغيره.. ومنه قيل : اسمع لغواهم ولا تخف طغواهم. أي اسمع ما لا يعتدّ به من كلامهم ولا تخف من تجاوزهم حدّهم. و «اللّغو» في الجمل مثل «الحشو» وهو ما حشي به الشيء.. أي إنّه في الجمل المفيدة زائد لا ضرر من حذفه فيسمّى عند ذلك : هذا لغو أو حشو من الكلام.
** (أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة السادسة.. بمعنى : أو ما ملكت أيديهم وهم الأرقاء ـ الرقيقات ـ ولم يقل «من ملكت» لأنه أريد من جنس العقلاء ما يجري مجرى غير العقلاء وهم الإناث. والجملة الفعلية كناية عن «الإماء» جمع «أمة».
** (فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ) : هذا القول الكريم هو نصّ الآية الكريمة السابعة فحذف المشار إليه «المبتغون» المشار إليه اختصارا لأن ما قبله يدل عليه ومحله الرفع لأنه صفة لاسم الإشارة أو بدل منه. وجاء الفعل «ابتغى» مفردا على لفظ «من» وجاء اسم الإشارة وخبره والضمير «هم» بصيغة الجمع على معنى «من» لأن «من» مفردة لفظا مجموع معنى.
** (أُولئِكَ هُمُ الْوارِثُونَ) : هذا القول الكريم هو نص الآية الكريمة العاشرة. والتقدير : أولئك الجامعون لهذه الأوصاف أي الموصوفون بهذه الصفات هم الوارثون فحذفت الصفة أو البدل «الجامعون».
** (الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيها خالِدُونَ) : ترجم سبحانه «الوارثين» بقوله «الّذين يرثون الفردوس» وهو بمعنى : البستان الواسع الجامع لأصناف الثمر وجاءت اللفظة مؤنّثة على تأويل الجنّة لأنّها أعلى درجات الجنّة.
** (وَأَنْزَلْنا مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ) : ورد هذا القول الكريم في الآية الكريمة الثامنة عشرة.. المعنى : وأنزلنا من السحاب مطرا بقدر معلوم أي بتقدير لأنّ الفعلين «قدر» و «قدر» بتشديد الدال ومصدره : تقدير ـ بمعنى واحد.. وبمعنى : فجعلناه في الأرض أنهارا وعيونا وقوله : بقدر.. معناه بمقدار كاف لأن الاستمرار في إنزاله وزيادته يولّد الهلاك للبشر والزرع والضرع وهو ما يعرف بالفيضان فجعلناه في الأرض ثابتا أي أنهارا وعيونا.. وقيل : إنّها