الدكتور زغلول النجار :
هذه الومضات القرآنية المبهرة حقيقة ، يعجز الإنسان أن يعبر عن كافة دلالاتها ، هذه الآية قد يكتب الإنسان فيها مجلدات ، يثبت العلم الآن أن كافة أجساد الكائنات الحية ماء ، الإنسان مثلا ٧١ خ من جسمه ماء ، ولذلك أحد العلماء المتفلسفين قليلا ، قال لما ذا يستعلى الإنسان ، كل الذى فى جسده قربتين من الماء وكمية من الجير لا تكفى لطلاء حائط واحد وكمية من الفوسفور لا تكفى لعمل رأس عود كبريت وكمية من الحديد لا تصنع غير مسمار واحد ، على هذا ما هو الإنسان؟
الأستاذ أحمد فراج :
هذا فيلسوف ساخر ، ولكن فيه معانى جميلة ، وفى هذا الكلام يقول الشاعر :
لا تحسب أنك جرم صغير |
|
وفيك انطوى العالم الأكبر |
الدكتور زغلول النجار :
طبعا. الإنسان مخلوق مكرم لا شك فى ذلك ، القرآن قال ذلك ، والمجافين لله ـ سبحانه وتعالى ـ يقفون موقف الإنكار ، لما ذا يتكبر الإنسان وهو ليس فيه شىء يحتاج إلى هذا الكبر.
(أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما وَجَعَلْنا مِنَ الْماءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) [الأنبياء : ٣٠].
من دلالات هذه الآية الكريمة المبهرة ، أن المكون الأكبر فى كافة أجساد الكائنات الحية التى نعرفها على سطح الأرض هو الماء. ليس هذا فقط ، أنا أعرف أن عالما إسلاميّا كتب كتابا من فترة ، ولقى فى بريطانيا رواجا كبيرا (صيحة جسدك من أجل الماء) هو أخ إيرانى من أصل إيرانى ولكنه بريطانى الجنسية : كثير من الأمراض والأعراض التى تبدو على الإنسان سببها الجفاف ، وإذا بدأت بعض الأنسجة