الأنبياء والأوصياء ، وهنا يشير الإمام عليهالسلام إلى أهمّ المعالم الإسلامية التي هي : «مكّة ومنى ومروة والصفا» ، وهذه هي المقدّسات للمسلمين ، ولمّا عبّر عن كونه ابنها ، فهو يريد أن يُشير إلى أنّه المصداق الأكمل لها ، فهي معالم صامتة ، والإمام حجّة الله الناطق ، كما أنّ القرآن الكتاب الصامت ، والإمام هو الكتاب الناطق.
فأشار الإمام عليهالسلام بعباراته هذه ، وفي جمعٍ من الناس ، الذين كانوا يتصوّرون أنّهم خوارج ، فبيّن أنّه هو الأصل لهذه المعالم التي يقدّسها المسلمون ، ليعرّف شخصه لهم ومَن هو ، وبذلك فاق أهل الشام من غفلتهم ، وعرفوا أنّهم ليسوا بخوارج (١).
حكمة مرض الإمام السجّاد عليهالسلام يوم عاشوراء
س : هل هناك سرّ في مرض الإمام السجّاد عليهالسلام يوم كربلاء؟ ولماذا لم يأخذ الإمام الحسين عليهالسلام ابنته فاطمة العليلة إلى كربلاء؟
ج : شاءت الإرادة الإلهيّة أن يكون الإمام السجّاد عليهالسلام عليلاً يوم عاشوراء ، وذلك :
أوّلاً : حتّى لا يُقتل.
ثانياً : حتّى لا تخلو الأرض من حجّة لله تعالى.
ثالثاً : حتّى يستلم الإمامة بعد أبيه الإمام الحسين عليهالسلام.
رابعاً : يسقط عنه وجوب الدفاع عن إمام زمانه ، إذ لو كان سليماً ويسمع استغاثة أبيه عليهالسلام ؛ لوجب عليه إغاثته ، والذبّ عنه.
وأمّا السبب في عدم أخذ الإمام الحسين عليهالسلام ابنته فاطمة العليلة فلشدّة مرضها حين الخروج ، بينما الإمام السجّاد عليهالسلام فلم يكن مريضاً يوم خروجه من المدينة المنوّرة.
__________________
١ ـ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٠٥ ، لواعج الأشجان : ٢٣٤.