الصلاة عند القبور
* حكم الصلاة عند القبور
* الأدلّة على جواز الصلاة عند القبور
حكم الصلاة عند القبور
س : هل تجوز الصلاة عند القبور؟ وشكراً.
ج : قد جرت السيرة المطّردة من صدر الإسلام ـ منذ عصر الصحابة الأوّلين ، والتابعين لهم بإحسان ـ على زيارة قبورٍ ضمّنت في كنفها نبيّاً مرسلاً ، أو إماماً طاهراً ، أو وليّاً صالحاً ، أو عظيماً من عظماء الدين ، وفي مقدّمها قبر النبيّ الأكرم صلىاللهعليهوآله.
وكانت الصلاة لديها ، والدعاء عندها ، والتقرّب إلى الله ، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد ، من المتسالم عليه بين فرق المسلمين ، من دون أيّ نكير من آحادهم ، وأيّ غميزة من أحدٍ منهم على اختلاف مذاهبهم ، حتّى ولد ابن تيمية الحرّاني ، فأنكر تلكم السنّة الجارية ، وخالف هاتيك السيرة المتبعة. فإذاً دليل جواز الصلاة عند القبور سيرة المسلمين.
وأمّا حديث ابن عبّاس : «لعن رسولُ الله صلىاللهعليهوآله زائرات القبور ، والمتّخذين عليها المساجد والسُرُج» (١) ، فالظاهر والمتبادر من اتّخاذ المسجد على القبر هو السجود على نفس القبر ، وهذا غير الصلاة عند القبر ، هذا لو حملنا المساجد على المعنى اللغوي.
وأمّا لو حملناها على المعنى الاصطلاحي ، فالمذموم اتّخاذ المسجد عند القبور ، لا مجرّد
__________________
١ ـ مسند أحمد ١ / ٢٢٩ ، سنن أبي داود ٢ / ٨٧ ، الجامع الكبير ١ / ٢٠١ ، سنن النسائي ٤ / ٩٥.