من الأوس ، ثمّ أمر رسول الله صلىاللهعليهوآله أصحابه بالخروج إلى المدينة ، فخرجوا إرسالاً ، وأقام هو بمكّة ينتظر أن يُؤذن له» (١).
وكانت مبايعتهم له صلىاللهعليهوآله على أن يمنعوه وأهله ممّا يمنعون منه أنفسهم وأهليهم وأولادهم ، وأن يؤوهم وينصروهم ، وعلى السمع والطاعة في النشاط والكسل ، والنفقة في العسر واليسر ، وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وأن يقولوا في الله ، ولا يخافوا لومة لائم.
عدم مبايعة الإمام عليّ عليهالسلام عن رضا
س : هل بايع الإمام عليّ عليهالسلام أبا بكر أم لم يبايع؟ وإذا بايع أفلا يعدّ ذلك اعترافاً بخلافة أبي بكر؟ وهل يوجد من علماء المذهب بمَن يقول أنّه بايع؟
ج : لقد رفض الإمام عليّ عليهالسلام البيعة لأبي بكر ، وبقي في بيته مشغولاً بجمع القرآن ، لكن عمر أصرّ على أن يبايع ، وقال : والله لأحرقنّ عليكم باب البيت ، أو لتخرجنّ إلى البيعة ، وعندما وصل الإمام عليهالسلام لأبي بكر مجبراً على ذلك : قال : «أنا أحقّ بهذا الأمر منكم ، لا أُبايعكم وأنتم أُولى بالبيعة لي» ، فقال عمر : إنّك لست متروكاً حتّى تبايع ، فقال له علي : «ألا والله لا أقبل قولك ولا أبايعه» (٢) ، ثمّ انصرف عليّ عليهالسلام إلى منزله ولم يبايع.
وبقي اتباع الخليفة يصرّون على أن يبايع الإمام عليهالسلام ، فاضطرّ أخيراً لأن يضع يده في يد أبي بكر ، لكنّه وضعها مضمومة ، فرضوا منه بتلك البيعة ، وأعلنوا في المسجد أنّ الإمام قد بايع ، ولقد كانت تلك البيعة بعد تهديد للإمام عليهالسلام بالقتل وتهديد مسبق
__________________
١ ـ بحار الأنوار ١٩ / ٢٤.
٢ ـ شرح نهج البلاغة ٦ / ١٢.