وربما يقول قائل : إنّ هذا جائز في حال الحياة ، أمّا بعد الممات فلا ؛ لكونه شركاً بالله تعالى.
فيقال : إنّ الشيء لا ينقلب عمّا هو عليه ، وإذا كان جائزاً فلا فرق ، سواء كان في حياته أو بعد مماته ، إذ إنّ النبيّ آتاه الله الدرجة الرفيعة ، وهو الوسيلة إلى الله في الدنيا والآخرة ، فلا بدع لو توسّل به المؤمن في كلّ يوم ، وقال : يا وجيهاً عند الله اشفع لنا عند الله.
وروي عن عثمان بن حنيف أنّه قال : «إنّ رجلاً ضرير البصر أتى النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال : أدعُ الله أن يعافيني ، فقال صلىاللهعليهوآله : «إن شئتَ أخّرت لك وهو خير ، وإن شئتَ دعوت» ، قال : فادعه.
فأمره صلىاللهعليهوآله أن يتوضّأ فيحسن وضوءه ، ويصلّي ركعتين ، ويدعو بهذا الدعاء : اللّهمّ إنّي أسألك وأتوجّه إليك بمحمّد نبيّ الرحمة ، يا محمّد إنّي توجّهت بك إلى ربّي في حاجة هذه لتقضى ، اللّهمّ شفّعه فيّ.
قال ابن حنيف : فو الله ما تفرّقنا ، وطال بنا الحديث ، حتّى دخل علينا كأن لم يكن به ضرّ» (١).
قال الرفاعي الوهّابي المعاصر : «لا شكّ أنّ هذا الحديث صحيح ومشهور ، وقد ثبت فيه بلا شكّ ولا ريب ارتداد بصر الأعمى بدعاء رسول الله».
وروي عن عمر بن الخطّاب ، عن رسول الله صلىاللهعليهوآله أنّه قال : «لمّا اقترف آدم الخطيئة قال : يا ربّ أسألك بحقّ محمّد لما غفرت لي» (٢).
__________________
١ ـ سنن ابن ماجة ١ / ٤٤١ ، مسند أحمد ٤ / ١٣٨ ، مستدرك الحاكم ١ / ٣١٣ ، الجامع الصغير ١ / ١٨٣ ، المعجم الكبير ٩ / ٣١.
٢ ـ المستدرك على الصحيحين ٢ / ٦١٥ ، سبل الهدى والرشاد ١ / ٨٥ ، الدرّ المنثور ١ / ٥٨.