من صاحب القبر ليطلبها هو من الله تعالى ، فإنّ عقيدتنا أنّ النبيّ والأئمّة عليهمالسلام كما كانوا يدعون لشيعتهم في حياتهم ويحيطون بهم علماً ، فكذلك بعد وفاتهم.
كيفية قياس الزيارة بالحجّ والعمرة
س : ورد في كتاب مفاتيح الجنان وضياء الصالحين ـ على سبيل المثال ـ : أنّ الزيارة تعادل ستّين حجّة ، أو مَن قرأ الدعاء المذكور ، غفر الله ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، ما المقصود بذلك؟
ج : إنّ ما ورد في كتاب مفاتيح الجنان من الأجر العظيم لبعض الزيارات فهو شيء معقول ؛ لأنّ قضية الأجر والثواب قضية شرعية ـ أي بيد الشارع تحديد الأجر والثواب ـ وهذا لا يعني أنّ الزيارة أفضل أو مساوية للحجّ والعمرة أبداً ، ولكن المقصود هو : أنّ الزيارة حيث كانت لغرض مقدّس ـ الذي هو إحياء أمر الحسين عليهالسلام ، وبالتالي إحياء لأمر الإسلام ، وتعظيم لشعائر الله تعالى ـ فحينئذٍ يدخل في باب الشعائر التي أهتمّ بها الشارع المقدّس ، وتعبيراً منه لهذا الاهتمام ، يقرّر مثلاً أنّ الزيارة الفلانية تعادل كذا حجّة وعمرة في الثواب والأجر ، وهذا ناظر إلى الحجّ والعمرة المستحبّتين دون الواجبتين.
ونظير هذا ورد حتّى في كتب إخواننا السنّة : حيث ورد في بعض المستحبّات أنّها تعادل حجّة أو مئة حجّة ، مثلاً : الترمذيّ يروي حديث الرسول صلىاللهعليهوآله : «من سبّح الله مئة بالغداة ومئة بالعشي ، كان كمَن حجّ مئة حجّة ...» (١) ، فهذا ليس معناه أنّ التسبيح هو أفضل من الحجّ مطلقاً ، وإنّما لبيان عظمة التسبيح وأهمّيته ، وأنّ له ثواب كذا حجّة ، والمقصود هو الحجّات المستحبّة ، مضافاً إلى أنّ التسبيح لا يغني عن الحجّ.
__________________
١ ـ الجامع الكبير ٥ / ١٧٦.