إذا صلّى لا تجلس روحه في الأرض ، ولكن تسبّح في ملكوت الله ، فكيف إذاً كانت حالة الإمام يوم أجاب دعوة الفقير؟ لا بدّ أنّ هناك يداً خفية في ذلك الوقت ، يوم كان الإمام يصلّي من حيث إجابة السائل.
وبودّي أنّ توضّحوا لي ماذا حدث؟ هل توجد اجتهادات في حقيقة المسألة؟ لأنّ ما يُقال : إنّه كان في وقت عبادة ، والتصدّق عبادة هو كلام صحيح لا خلاف عليه ، لكنّ هذا الجواب لا يغنيني ، شاكرين لكم.
ج : للجواب على سؤالك نشير إلى عدّة نقاط :
١ ـ لو كان لهذا الإشكال أدنى مجال ، لما عُدّت هذه القضية عند الله ورسوله وسائر المؤمنين من مناقب عليّ عليهالسلام.
٢ ـ هذا الالتفات من أمير المؤمنين عليهالسلام لم يكن إلى أمر دنيوي ، وإنّما كان عبادة في ضمن عبادة.
٣ ـ المعروف عن أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه جمع في صفاته بين الأضداد ، حتّى إنّه لما سُئل ابن الجوزي الحنبلي المتعصّب ـ الذي ردّ الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام ـ عن نفس هذا الأشكال الذي ذكرتموه أجاب ببيتين :
يسقي ويشرب لا تلهيه سكرته |
|
عن النديم ولا يلهو عن الناس |
أطاعَهُ سكرُهُ حتّى تمكّن من |
|
فعل الصُحاةِ فهذا واحد الناس |
كما نقله عنه الآلوسي في «روح المعاني» (١).
ردّ على شبهة فصل إيتاء الزكاة عن الركوع
س : هناك مَن يقول : إنّ قوله تعالى : وَهُمْ رَاكِعُونَ إنّما هي صفة ، أي أنّهم
__________________
١ ـ روح المعاني ٣ / ٣٣٦.