ويدلّ أيضاً عليه أنّا متى حملنا قوله تعالى : يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ (١) على خلاف الحال ، وجعلنا المراد بها أنّهم يؤتون الزكاة ، ومن وصفهم أنّهم راكعون ، من غير تعلّق لأحد الأمرين بالآخر ، كنّا حاملين الكلام على معنى التكرار ؛ لأنّه قد أفاد تعالى بوصفه لهم بأنّهم يقيمون الصلاة ، وصفهم بأنّهم راكعون ؛ لأنّ الصلاة مشتملة على الركوع وغيره ، وإذا تأوّلناها على الوجه الذي اخترناه ، استفدنا بها معنىً زائداً ، وزيادة الفائدة بكلام الحكيم أولى» (٢).
__________________
١ ـ المائدة : ٥٥.
٢ ـ الشافي في الإمامة ٢ / ٢٣٦.