«إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح مَن ركبها نجا» (١).
وكان العلاّمة نجم الدين العسكري في كتابه المعد لذكر حديث الثقلين وحديث السفينة ، قد ذكر من طرق أهل السنّة مع تعيين مواضع مصادر الحديث ما زاد عن حدّ التواتر ، بل عن مئة حديث (٢) ، فراجع ثمّة.
رواة الحديث من الصحابة والتابعين
س : قرأت في منهاج السنّة لابن تيمية حول حديث السفينة ، فهناك يقول : «أمّا قوله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، فهذا لا يُعرف له إسناد ، لا صحيح ولا هو في شيء من كتب الحديث التي يُعتمد عليها ، فإن كان قد رواه مَن يروي أمثاله من حطّاب الليل الذين يروون الموضوعات ، فهذا ممّا يزيده وهناً» (٣).
الرجاء ، هل كلامه صحيح؟ وإذا لم يكن صحيحاً ، فما هو الرد؟
ج : لا يخفى بطلان هذا الكلام وهوانه على ذوي البصيرة والخبرة بالأحاديث ، إذ روى حديث السفينة جماعة كبيرة من علماء أهل السنّة وحفّاظهم ، بطرق متكاثرة عن رسول الله صلىاللهعليهوآله.
فقد رواه ثمانية من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهم :
الإمام عليّ عليهالسلام ، أبو ذر الغفّاري ، عبد الله بن عباس ، أبو سعيد الخدري ، أبو الطفيل عامر بن واثلة ، سلمة بن الأكوع ، أنس بن مالك ، عبد الله بن الزبير.
وممّن رواه من التابعين فكثيرون ، ومن أشهرهم :
__________________
١ ـ الصواعق المحرقة ٢ / ٤٤٥.
٢ ـ حديث الثقلين : ١٣٠.
٣ ـ منهاج السنّة ٧ / ٣٩٥.