فأُجيب ، وأنا تارك فيكم ثقلين : أوّلهما كتاب الله فيه الهدى والنور ، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به. فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ، ثمّ قال : وأهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي» (١).
وروي أيضاً عن زيد بن أرقم أنّه قال : «قال رسول الله صلىاللهعليهوآله: إنّي تارك فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما» (٢).
وأمّا بلفظة : «كتاب الله وسنّتي» ، فقد رواه مالك في الموطّأ عن ابن عباس ، والحاكم في المستدرك عن أبي هريرة ، وكلا سنديه لا تقوم بهما حجّة ، كما صرّح بذلك المحدّث السلفيّ الألبانيّ.
شمول الحديث لبقية الأئمّة عليهمالسلام غير أهل الكساء
س : مَن هم أهل البيت المقصودين في حديث الثقلين؟ وقد أتيتم بجواب عن حديث الكساء ، وأنّهم : النبيّ صلىاللهعليهوآله وعليّ وفاطمة والحسن والحسين عليهمالسلام ، لكن كيف نثبت أنّ الذين في حديث الثقلين يشملهم الأئمّة عليهالسلام دون غيرهم من ذرّية النبيّ والإمام علي ، مثل زيد بن عليّ ، أو إسماعيل بن جعفر ، أو أيّ أحد آخر من ذرّية النبيّ صلىاللهعليهوآله؟
ج : إنّ اشتمال الحديث لباقي الأئمّة عليهمالسلام يظهر من النصوص التي جاءت في
__________________
١ ـ صحيح مسلم ٧ / ١٢٣ ، السنن الكبرى للبيهقي ٢ / ١٤٨ ، و ٧ / ٣٠ ، السنن الكبرى للنسائي ٥ / ٥١ ، صحيح ابن خزيمة ٤ / ٦٣ ، المعجم الكبير ٥ / ١٨٢ ، الجامع الصغير ١ / ٢٤٤ ، مسند أحمد ٤ / ٣٦٦ ، سنن الدارمي ٢ / ٤٣١.
٢ ـ الجامع الكبير ٥ / ٣٢٩ ، فضائل الصحابة : ١٥ ، مسند أحمد ٣ / ١٤ و ٢٧ و ٥٩ و ١٨٢.