بتوبة تكفّر سيئاته ، فتكون ولايته خاتمة عمله ، ومَن لم يُوفّق للتوبة ابتُلي بغمٍّ في نفسه ، أو حزنٍ في ماله ، أو تعسيرٍ في خروج روحه ، حتّى يخرج من الدنيا ولا ذنب له يؤاخذ به» (١).
ومنها : عن الشيخ المفيد قدسسره : «إنّ الله تعالى آلا على نفسه أن لا يطعم النار لحم رجل أحبّ عليّاً عليهالسلام ، وإن ارتكب الذنوب الموبقات ، وأراد الله أن يعذّبه عليها ، كان ذلك في البرزخ ، وهو القبر ومدّته ، حتّى إذا ورد القيامة وردها وهو سالم من عذاب الله ، فصارت ذنوبه لا تضرّه ضرراً يدخله النار» (٢).
ومنها : عن بعض الأعاظم ، نقله الشيخ الماحوزي : «إنّ محبّة عليّ عليهالسلام توجب الإيمان الخاصّ ، والتشيّع بقول مطلق ، وحينئذٍ لا يضرّ معه سيئة ، لأنّ العصيان في غير الأُصول الخمسة لا يوجب الخلود في النار ، بل المفهوم من أخبارنا الواردة عن أئمّتنا عليهمالسلام : إنّ ذنوب الشيعة الإمامية مغفورة» (٣).
ومنها : عن ابن جبر قدسسره : «لمّا كان حبّه هو الإيمان بالله تعالى وبغضه هو الكفر ، استحقّ محبّه الثواب الدائم ، ومبغضه العذاب الدائم ، فإن قارن هذه المحبّة سيئة استحقّ بها عقاباً منقطعاً ، ومع ذلك يُرجى له عفو من الله تعالى ، أو شفاعة من الرسول صلىاللهعليهوآله ، وكلّ شيء قلّ ضرره بإضافته إلى ما كثر ضرره ، جاز أن يُقال : إنّه غير ضارّ ، كما يُقال : لا ضرر على مَن يحبّ نفسه في مهلكة ، وإن تلف ماله.
فحبّه عليهالسلام يصحّح العقيدة ، وصحّة العقيدة تمنع من الخلود ، فلا تضرّ سيئته كلّ الضرر ، وبغضه يفسدها ، وفسادها يوجب الخلود ، ويحبط كلّ حسنة» (٤).
__________________
١ ـ الصراط المستقيم ١ / ١٩٩.
٢ ـ الأربعين : ١٠٥ عن الإرشاد.
٣ ـ الأربعين : ١٠٥.
٤ ـ نهج الإيمان : ٤٤٩.