صوتك](١)(وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً) (١١٠). وعن ابن عباس أن معنى الآية : (لا تصلّ مراءاة للنّاس ولا تدعها مخافة للنّاس) (٢). وسئل رسول الله صلىاللهعليهوسلم عن أحسن الناس قراءة؟ فقال : [الّذي إذا سمعت قراءته رأيت أنّه يخشى الله تعالى](٣).
قوله تعالى : (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ؛) فيرثه ؛ (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ ،) يعاونه عليه ، (وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ،) أي من أهل الذل وهم اليهود والنصارى ، يودون إخراج رؤوسهم ويقولون : نحن أبناء الله وأحباؤه. وقال مجاهد : (معناه : لم يحالف ، ولم يبتغ نصر أحد) (٤) والمعنى أنه عزوجل لا يحتاج إلى موالاة أحد لذل يلحقه فهو مستغن عن الولي والنصير.
وقوله تعالى : (وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً) (١١١) ؛ أي عظّمه عظمة تامة عن أن يكون له شريك أو ولي وصفه بأنه أكبر من كل شيء ، وأنه القادر الذي لا يعجزه شيء ، العالم الذي لا يخفى عليه شيء ، الغنيّ عن كل شيء. معتقدا لذلك بقلبك ، عاملا على أمره فيما أمرك. وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم [أنّه كان إذا أفصح الولد من بني عبد المطّلب علّمه هذه الآية (وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً ...) الآية](٥).
وروي أنّ رجلا جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : يا رسول الله إنّي كثير الدّين كثير الهمّ ، فقال : [إقرأ آخر سورة بني إسرائيل (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ ...) إلى آخر السّورة ، ثمّ قل : توكّلت على الّذي لا يموت ثلاث مرّات](٦).
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : الحديث (١٧٢١١).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٧٢١٨).
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط : ج ٧ ص ١١٥ عن ابن عمر رضي الله عنهما ، بلفظ : [من إذا قرأ رأيت أنّه يخشى الله].
(٤) في الدر المنثور : ج ٥ ص ٣٥٢ ؛ قال السيوطي : (أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وابن أبي حاتم) وأخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٧٢٢١).
(٥) أخرجه الطبري في جامع البيان : الحديث (١٧٢٢٢) عن قتادة مرسلا. وعبد الرزاق في المصنف عن عبد الكريم بن أبي أمية ، وعنه عن عمير بن شعيب ووصله ابن السني عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. قال السيوطي في الدر المنثور : ج ٥ ص ٣٥٣.
(٦) في الدر المنثور : ج ٥ ص ٣٥٢ ؛ قال السيوطي : (أخرجه أبو يعلى وابن السني) وذكره بمعناه وكثير من لفظه عن أبي هريرة.