والمسلمين) ، وقال الحسن : (أراد بنقص أطراف الأرض ذهاب فقهائها وخيار أهلها). قال : (ومثل العلماء مثل النّجوم إذا بدت اقتدوا بها ، وإذا أظلمت سكنوا ، وموت العالم ثلمة في الإسلام ، لا يسدّها شيء ما اختلف اللّيل والنّهار).
قوله تعالى : (وَاللهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ؛) أي والله يحكم بفتح البلدان لا يتعقّب أحد حكمه بالردّ ، (وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسابِ) (٤١) ؛ إذا حاسب محاسبة سريع الحساب.
قوله تعالى : (وَقَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ ،) أي قد مكر الذين من قبل هؤلاء الكفار بأنبيائهم صلوات الله عليهم ، وبمن آمن به ، (فَلِلَّهِ الْمَكْرُ جَمِيعاً ؛) وعند الله جزاء مكرهم جميعا ، فإنّ ما يفعله الله من إيصال المكروه يثبت ، ومكرهم يضمحلّ.
قوله تعالى : (يَعْلَمُ ما تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ ؛) من خير أو شرّ فيجازيها عليه. قوله تعالى : (وَسَيَعْلَمُ الْكُفَّارُ ؛) تهديد لهم أنّهم إذا جهلوا اليوم عاقبة أمرهم فسيعلمون إذا صاروا إلى الآخرة ، (لِمَنْ عُقْبَى الدَّارِ) (٤٢) ؛ المحمودة ، لهم أم للمؤمنين؟
قوله تعالى : (وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلاً ؛) أي ويقول الذين كفروا من اليهود وغيرهم : يا محمّد لست مرسلا من الله ، ومن يشهد لك على رسالتك ، (قُلْ ؛) لهم يا محمّد : (كَفى بِاللهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ ؛) على أنّي مرسل إليكم ، شهادة الله على أنّني نبيّه من المعجزات لا شاهد أعدل من ذلك.
قوله تعالى : (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٤٣) ؛ كان ابن عباس يقرأ (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ)(١) بالنصب ويقول : (هو عبد الله بن سلام وأصحابه ، كان عندهم في
__________________
(١) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (١٥٥٧٦) بإسناد ضعيف.