قوله تعالى : (هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ ؛) نزول القرآن ، (وَفِي هذا ؛) القرآن ، كما روي أنّ الله تعالى أوحى إلى إبراهيم : يبعث بعدك نبيّ فيكون قومه مسلمين. وقيل : معناه : إن إبراهيم سمّاكم المسلمين ، كما قال في دعائه (وَمِنْ ذُرِّيَّتِنا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ)(١).
قوله تعالى : (لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ ؛) أي ليكون محمّد صلىاللهعليهوسلم شهيدا عليكم يوم القيامة بطاعة من أطاع في تبليغه ، وعصيان من عصى ، (وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ ؛) أنّ الرّسل بلّغتهم.
قوله تعالى : (فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ ؛) أي أدّوهما كما وجبتا. قوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِاللهِ ؛) أي واعتصموا بدين الله وتمسّكوا به. وقيل : معناه : اتّقوا بالله وتوكّلوا عليه ، (هُوَ مَوْلاكُمْ ؛) أي هو ربّكم وحافظكم ، (فَنِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ) (٧٨) ؛ أي فنعم الحافظ لكم ، ونعم الناصر.
وعن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه قال : [من قرأ سورة الحجّ ؛ أعطي من أجر حجّة وعمرة اعتمرها بعدد من حجّ واعتمر فيما مضى وفيما يبقى](٢).
آخر تفسير سورة (الحج) والحمد لله رب العالمين
__________________
(١) البقرة / ١٢٨.
(٢) ذكره الزمخشري في الكشاف : ج ٣ ص ١٦٩.