قوله تعالى : (إِلَّا عِبادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) (٤٠) ؛ من قرأ بكسر اللام فمعناه : الذين أخلصوا الطاعة لك ، ومن نصبها فمعناه : الذين أخلصتهم لنفسك.
قوله تعالى : (قالَ هذا صِراطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ) (٤١) ؛ أي افعل ما شئت ، فإن طريقك عليّ لا تفوتني ، وهذا تهديد لإبليس ، وقيل : معناه : عليّ ممرّ من أطاعك وعليّ ممرّ من عصاك ، كما قال : (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصادِ)(١) ، وقيل : معناه : إن هذا دين مستقيم عليّ بيانه والهداية إليه.
قوله تعالى : (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ ؛) أي لا تقدر أن تحملهم على المعصية وتكرههم عليها ، (إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغاوِينَ) (٤٢) ، ولكن من يتّبعك فإنما يتّبعك باختياره.
قوله تعالى : (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ) (٤٣) ؛ أي لموعد إبليس ومن تبعه. قوله تعالى : (لَها سَبْعَةُ أَبْوابٍ ؛) بعضها أسفل من بعض ، وكلّ طبق منها أشدّ حرّا من الذي فوقه سبعين ضعفا ، والباب الأوّل أهون حرّا ، ولو أن رجلا بالمشرق فكشف عنها بالمغرب لخرج دماغه من منخريه من شدّة حرّها.
والطبق الأول : جهنّم ، فيه أهل القبلة من أهل الكبائر إذا ماتوا غير تائبين. الثاني : لظّى ، وفيه النّصارى. والثالث : الحطمة ، وفيه اليهود. الرابع : السّعير ، وفيه المجوس. الخامس : سقر ؛ وفيه المشركين وأهل الأهواء المختلفة ، السادس : الجحيم ، وفيه الصّابئون والزنادقة ، السابع : الهاوية ، وفيه المنافقون ، فذلك قوله تعالى : (لِكُلِّ بابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) (٤٤).
قوله تعالى : (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ) (٤٥) ؛ أي المتّقين للمعاصي بالإيمان والطّاعة في بساتين وأنهار ظاهرة تنبع مثل الفوّارات ، وتجري بلا أخدود ، يقال لهم يوم القيامة : (ادْخُلُوها بِسَلامٍ ؛) ادخلوا الجنة بسلام ؛ أي سلام من الآفات ، وقيل : بتحيّة من الله ، (آمِنِينَ) (٤٦) ، من كلّ ما تكرهون.
__________________
(١) الفجر / ١٤.