قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً ؛) أي خوفا للمسافر من الصّواعق ، وطمعا للمقيم في المطر وسقي الزّرع ، (فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها ؛) أي في البرق ، وإنزال المطر وإحياء الأرض بعد قحطها ، (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٢٤).
قوله تعالى : (وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ؛) يعني من غير عمد تحتهما ، ولا علاقة فوقهما بقدرة الله وتسكينه ، قوله تعالى : (ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ ؛) أي ثم إذا دعاكم من القبور عند النفخة الثّانية يدعو إسرافيل بأمره من صخرة بيت المقدس : أيّتها الأجساد البالية والعروق المتمزّقة والشّعور المتمرّطة ، (إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ) (٢٥) ؛ من قبوركم مهطعين إلى الدّاعي.
قوله تعالى : (وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ؛) أي هم عبيدا وملكا ، (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ) (٢٦) ، أي كلّ له مطيعون في الحياة والبقاء والموت والبعث ، وإنّ عصوا في العبادة فهم منقادون لله عزوجل لا يقدرون على الامتناع من شيء يراد بهم من صحّة ومرض وغنّى وفقر وحياة وموت.
قوله تعالى : (وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ؛) أي هو الذي يبدأ الخلق من النطفة ثم يميته فيصير ترابا كما كان ، ثم يبعثه في الآخرة. وقوله تعالى : (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ؛) أي الإعادة هيّنة عليه ، وما شيء عليه بعسير ، وقد يذكر لفظ (يفعل) بمعنى (فعيل) كقوله (الله أكبر) بمعنى كبير ، وكذلك أهون عليه أو هيّن عليه. قال الفرزدق (١) :
لعمرك ما أدري وإنّي لأوجل |
|
على أيّنا تعدو المنيّة أوّل |
__________________
(١) هكذا في المخطوط ، ولعل الوهم من الناسخ ، وإلّا ف القائل : هو معن بن أوس المزني. كما في ذيل الأمالي لأبي علي القالي : ص ٢١٨. وشرح البيت وإعرابه في خزانة الأدب الكبرى للبغدادي : ج ٣ ص ٥٠٥ ـ ٥٠٦. وينظر : جامع البيان : مج ١١ ج ٢٠ ص ٤٤.