قوله تعالى : (مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَساءَ فَعَلَيْها وَما رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ) (٤٦) ؛ ظاهر المراد.
قوله تعالى : (إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِ ؛) أي لا يعلم متى وقت قيامها إلّا الله تعالى ، ولا يجاب فيها بشيء ، ويقال : الله أعلم.
قوله تعالى : (وَما تَخْرُجُ مِنْ ثَمَراتٍ مِنْ أَكْمامِها ؛) قرأ نافع وابن عامر (ثَمَراتٍ) بالجمع ، وقرأ الباقون (ثمرة) على الوحدان. وقوله تعالى (مِنْ أَكْمامِها) الأكمام جمع الكمّة (١) ، وهي ليف النّخل ، وقال ابن عبّاس : (الأكمام الكفرّيّ قبل أن ينشقّ ، فإذا انشقّ فليس بأكمام) (٢)(وَما تَحْمِلُ مِنْ أُنْثى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ ؛) بيّن الله أنّ الذي يعلم الثّمار في الأكمام ، والأولاد في الأرحام مع مشاهدة الأكمام ، والأمّهات هو الله تعالى لا يعلمه أحد غيره ، ومن لم يشاهد شيئا منها أولى.
قوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ أَيْنَ شُرَكائِي ؛) فيه وعيد للمشركين ؛ أي يقال للمشركين يوم القيامة : أين شركائي في ظنّكم وزعمكم؟! فيقولون : (قالُوا آذَنَّاكَ ما مِنَّا مِنْ شَهِيدٍ) (٤٧) ؛ أي أعلمناك وعرّفناك أنّا كنا في الدّنيا جهلاء غير عارفين ، ما منّا من شهيد أنّ لك شريكا ، يتبرّؤون يومئذ من أن يكون مع الله شريك. وقوله تعالى : (وَضَلَّ عَنْهُمْ ؛) أي ضاع ، (ما كانُوا يَدْعُونَ ؛) يعبدون ، (مِنْ قَبْلُ ؛) في الدّنيا. قوله تعالى : (وَظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ) (٤٨) ؛ أي أيقنوا أنه لا خلاص لهم من النّار.
وقوله تعالى : (لا يَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ الْخَيْرِ ؛) أي لا يملّ الإنسان من الخير ، (وَإِنْ مَسَّهُ الشَّرُّ ؛) والمكروه والأمراض والأسقام والشّدائد ،
__________________
(١) هو كلّ ظرف لماء أو لغيره ، والعرب تدعو القشرة الكفرّاة كمّا ، والكفرّاة والكفرّيّ : كافور الطّلع. والكافور : وعاء طلع النّخل ، أي قشره. أخرجه الطبري بإسناده عن السدي كما في جامع البيان : الأثر (٢٣٦٢١).
(٢) أخرجه الطبري في جامع البيان : الأثر (٢٣٦٢١) عن السدي. ونقله القرطبي في الجامع لأحكام القرآن : ج ١٥ ص ٣٧١ عن ابن عباس.