(وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (٨٠) وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) (٨١)
٨٠ ـ (وَلا يَأْمُرَكُمْ) بالنصب عطفا على ثم يقول ، ووجهه أن تجعل لا مزيدة لتأكيد معنى النفي في قوله ما كان لبشر ، والمعنى ما كان لبشر أن يستنبئه الله وينصبه للدعاء إلى اختصاص الله بالعبادة وترك الأنداد ثم يأمر الناس بأن يكونوا عبادا له ، ويأمركم (أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْباباً) كما تقول ما كان لزيد أن أكرمه ثم يهينني (١) ولا يستخف بي ، وبالرفع حجازي وأبو عمرو وعليّ على ابتداء الكلام ، والهمزة في (أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ) للإنكار ، والضمير في لا يأمركم وأيأمركم للبشر أو لله ، وقوله (بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) يدلّ على أنّ المخاطبين كانوا مسلمين وهم الذين استأذنوه أن يسجدوا له.
٨١ ـ (وَإِذْ أَخَذَ اللهُ مِيثاقَ النَّبِيِّينَ) هو على ظاهره من أخذ الميثاق على النبيين بذلك ، أو المراد ميثاق أولاد النبيين وهم بنو إسرائيل على حذف المضاف ، واللام في (لَما آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتابٍ وَحِكْمَةٍ) لام التوطئة لأنّ أخذ الميثاق في معنى الاستحلاف وفي لتؤمنن لام جواب القسم ، وما يجوز أن تكون متضمنة لمعنى الشرط ، ولتؤمنن ساد مسدّ جواب القسم والشرط جميعا ، وأن تكون موصولة بمعنى للذي آتيتكموه لتؤمننّ به (ثُمَّ جاءَكُمْ) معطوف على الصلة ، والعائد منه إلى ما محذوف والتقدير ثم جاءكم به (رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَكُمْ) للكتاب الذي معكم (لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ) بالرسول (وَلَتَنْصُرُنَّهُ) أي الرسول وهو محمد صلىاللهعليهوسلم (٢) لما آتيتكم حمزة ، وما بمعنى الذي أو مصدرية ، أي لأجل إيتائي إياكم بعض الكتاب والحكمة ، ثم لمجيء رسول مصدق لما معكم ، واللام للتعليل ، أي أخذ الله ميثاقهم لتؤمننّ بالرسول ولتنصرنّه لأجل أني أتيتكم الحكمة وأنّ الرسول الذي آمركم بالإيمان به ونصرته موافق لكم غير مخالف ، آتيناكم مدني (قالَ) أي الله (أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي) أي قبلتم عهدي ، وسمّي إصرا لأنّه مما يؤصر أي يشدّ ويعقد (قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا) فليشهد بعضكم على بعض بالإقرار (وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ) وأنا على
__________________
(١) في (ظ) يعينني.
(٢) في (أ) و(ظ) عليهالسلام.