وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ الصَّواعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ (١٩) يَكادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قامُوا وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٠)
____________________________________
سحاب فوق سحاب (وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ) من الأمور المخوفة (يَجْعَلُونَ) أي من ابتلى بهذا الصيب (أَصابِعَهُمْ فِي آذانِهِمْ مِنَ) خشية (الصَّواعِقِ) فإن الصاعقة إذا نزلت ، قرعت الأسماع بصوتها الشديد (حَذَرَ الْمَوْتِ) فإن الصوت الشديد يوجب انخلاع القلب ، فيموت الشخص ، لكن هؤلاء المنافقين الذين هم كفار في الباطن لا يظنون أنهم يتمكنون الفرار من بأس الله تعالى (وَاللهُ مُحِيطٌ بِالْكافِرِينَ) إحاطة علم وقدرة.
[٢١] (يَكادُ الْبَرْقُ) اللامع في السحاب (يَخْطَفُ أَبْصارَهُمْ) أي أبصار من ابتلى بالصيب ، وخطف البصر كناية عن عماه (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ) بأن أبرق ، ورأوا طريقهم (مَشَوْا فِيهِ) أي في البرق ـ بمعنى استفادتهم من نوره فيمشون (وَإِذا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ) بأن لم يبرق (قامُوا) في أماكنهم ـ أي وقفوا ـ (وَلَوْ شاءَ اللهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ) بسبب صاعقة قوية فتصمهم (وَأَبْصارِهِمْ) بسبب برق قوي ، إذ النور إذا قوي أوجب ذهاب البصر (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلا يمنعه أن يحتمي الإنسان بإصبعه ، أو بغمض بصره عن أن يذهب بسمعه