وَاللهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقامٍ (٤) إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ (٥) هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (٦) هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ
____________________________________
ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً) (١) وفي الآخرة بالعقاب (وَاللهُ عَزِيزٌ) له العزة والقدرة بأن يفعل ما يشاء (ذُو انْتِقامٍ) ينتقم ممن حادّه وعصاه.
[٦] (إِنَّ اللهَ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) فلا يظن عاص أنه يخفى على الله سبحانه ، فإنه يعلم كل شيء في الكون حتى وساوس القلوب وهواجس الصدور.
[٧] (هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الْأَرْحامِ) أي يعطيكم الصورة في بطون أمهاتكم (كَيْفَ يَشاءُ) من رجل وامرأة وجميل وقبيح وقصير وطويل وغيرها فكيف يخفى عليه شيء وهو يفعل مثل هذا الفعل الدقيق في ذلك المحل المظلم (لا إِلهَ إِلَّا هُوَ) فهو وحده إله الكون وخالقه (الْعَزِيزُ) في سلطانه (الْحَكِيمُ) فما يفعل شيئا عبثا بل يفعل ما يفعل بالحكمة.
[٨] (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ) يا رسول الله (الْكِتابَ) أي القرآن (مِنْهُ) أي قسم من الكتاب (آياتٌ مُحْكَماتٌ) غير متشابهات فالمفاد منها واضحة لا يخفى على أهل اللسان كقوله سبحانه (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) (٢)
__________________
(١) طه : ١٢٥.
(٢) الإخلاص : ٢.