بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ (٨) رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ (٩) إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
____________________________________
الدنيا ، وذلك ليس جائز للملوك فإنه يجب إيقاف الجاني عند حده وإجراء العقاب عليه ثم إن الإنسان مهما كان من الرسوخ في العلم فإنه معرض للزلة كما زل «بلعم» قال سبحانه (نَبَأَ الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ) (١) ولذا يدعو الراسخون ربهم سبحانه أن لا يقطع عنهم لطفه الخاص ولا يتركهم ليلعب بهم الشيطان كما يشاء ، إذ (بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا) إلى دينك (وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ) من عندك (رَحْمَةً) ولطفا نثبت بها على دينك وطاعتك (إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ) الكثير الهبة لمن تشاء بما تشاء.
[١٠] (رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ) تجمعهم (لِيَوْمٍ لا رَيْبَ فِيهِ) هو يوم القيامة الذي لا شك فيه عند ذوي العقول وإن شك فيه أناس لا نصيب لهم من العلم والمعرفة وقد تقدم وجهه في أول سورة البقرة (إِنَّ اللهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعادَ) أي الوعد الذي وعده أنبياءه والبشر بيوم القيامة ، فلا تزغ قلوبنا حتى نكون ذلك اليوم من المطرودين أو هذا إظهار من الراسخين بالاعتراف بالبعث وإنهم جمعوا بين فضيلتي الاعتراف بالمبدأ والمعاد.
[١١] (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا) من الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون المتشابه وغيرهم
__________________
(١) الأعراف : ١٧٦.