لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ شَيْئاً وَأُولئِكَ هُمْ وَقُودُ النَّارِ (١٠) كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآياتِنا فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ (١١)
____________________________________
من سائر الكفار (لَنْ تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوالُهُمْ) كي يعطوها فينجون من عذاب الله سبحانه كما تنفع الفدية في الدنيا (وَلا أَوْلادُهُمْ مِنَ اللهِ) أي من عذاب الله وسخطه (شَيْئاً) فلا يتمكن أولادهم أن يقفوا ليمنعوا عنهم العذاب (وَأُولئِكَ) الكفار (هُمْ وَقُودُ) الوقود الحطب وكل ما يوقد به النار (النَّارِ) يوم القيامة تتقد النار بأجسامهم كما تتقد النار بالحطب والنفط ونحوها.
[١٢] (كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ) الدأب العادة ، أي عادة هؤلاء الكفار في التكذيب بك وبما أنزل إليك كعادة آل فرعون الذين كذبوا الرسل (وَ) كعادة (الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) من سائر الكفار الذين كانوا يكفرون بآيات الله ويكذبون أنبياءه (كَذَّبُوا) جميعا (بِآياتِنا) أي بدلائلنا الدالة على التوحيد وسائر الأصول (فَأَخَذَهُمُ اللهُ بِذُنُوبِهِمْ) أي بسبب عصيانهم ومعاصيهم ، ومعنى الأخذ العقاب أي عاقبهم ، كقوله (وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذا أَخَذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ) (١) (وَاللهُ شَدِيدُ الْعِقابِ) فليس عقابه كعقاب سائر الناس ، وإنما (ناراً أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغاثُوا بِماءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ) (٢).
__________________
(١) هود : ١٠٣.
(٢) الكهف : ٣٠.