قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهادُ (١٢) قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ يَرَوْنَهُمْ مِثْلَيْهِمْ رَأْيَ الْعَيْنِ
____________________________________
[١٣] (قُلْ) يا رسول الله (لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ) أي بعد قليل يكونون مهزومين إما في الدنيا بغلبة الإسلام ، كما صار وكما أخبر حيث إن الإسلام غلبهم وأخذ بلادهم (وَتُحْشَرُونَ إِلى جَهَنَّمَ) يوم القيامة ، وإما في الآخرة بمعنى أنكم بعد قليل تهزمون أمام أمر الله سبحانه ، ويقبضكم ملك الموت الذي وكل بكم ، وبعد ذلك تحشرون إلى جهنم يوم القيامة (وَبِئْسَ الْمِهادُ) أي بئسما مهد لكم أو ما مهدتم لأنفسكم.
[١٤] ولما بين سبحانه أن الكفار سيغلبون بين لذلك شاهدا محسوسا في قصة بدر حيث كان المسلمون ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا والكفار ألف رجل ولم يكن للمسلمين من العتاد إلا شيئا ضئيلا بينما كان الكفار بأكمل السلاح ومع ذلك فقد غلب المسلمون عليهم بنصر الله سبحانه (قَدْ كانَ لَكُمْ) أيها المسلمون أو أيها الكفار (آيَةٌ) أي علامة على صدق الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وإن الله ينصره ويهزم الكفار (فِي فِئَتَيْنِ) أي جماعتين جماعة المسلمين وجماعة الكفار (الْتَقَتا) من الملاقاة إذ اجتمعتا في بدر (فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللهِ) وهم المسلمون (وَ) فئة (أُخْرى كافِرَةٌ) وهم المشركون الذين أتوا من مكة (يَرَوْنَهُمْ) أي يرى المسلمون الكفار (مِثْلَيْهِمْ) أي ضعف أنفسهم (رَأْيَ الْعَيْنِ)