شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً (٤) وَلا تُؤْتُوا السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً وَارْزُقُوهُمْ فِيها وَاكْسُوهُمْ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (٥) وَابْتَلُوا الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ
____________________________________
شَيْءٍ مِنْهُ) أي من المهر (نَفْساً) تمييز ل «طبن» أي أعطين عن طيب نفس لا بالجبر والإكراه (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً) الهنيء الطيب المستساغ ، والمريء المحمود العاقبة.
[٦] ولما تقدم الأمر بدفع أموال الأيتام ، عقب ذلك بعدم الدفع إلى السفيه (وَلا تُؤْتُوا) أي لا تعطوا (السُّفَهاءَ أَمْوالَكُمُ) وإنما أضاف المال إليهم لأن المال إنما هو للمجتمع بصورة عامة فإذا دفع إلى السفيه أتلفه وكان نقصا بالنتيجة لمال المجتمع. وليس المراد بكون المال للمجتمع عدم الملكية الفردية بل المراد أن هذا المجموع من الأموال لانتفاع المجموع فإذا تلف منه شيء كان نقصا على المجموع (الَّتِي جَعَلَ اللهُ لَكُمْ قِياماً) فإن بالمال يقوم أمر البشر إذ لو لا المال لم تستقم أمور الناس ومعايشهم والمعاملة بينهم (وَارْزُقُوهُمْ فِيها) أي في تلك الأموال ، ولعل عدم ذكر «منها» بدل «فيها» مع أنه الأنسب ، لإفادة لزوم أن لا يقتطع من المال قطعة ثم قطعة حتى تفنى بل يكون الرزق في المال بأن يبقى المال على أصله ، وذلك لا يكون إلا بتدبيره باتجار ونحوه حتى لا ينقص منه (وَاكْسُوهُمْ) وذكر هذين من باب المثال وإلا فاللازم القيام بجميع نفقاتهم (وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً) بأن تتلطفوا لهم في القول ، وذلك لأن اليتيم والسفيه معرضان للمخاشنة والنهر.
[٧] (وَابْتَلُوا) أي امتحنوا (الْيَتامى حَتَّى إِذا بَلَغُوا النِّكاحَ) أي السنّ الذي يتمكنون من النكاح والمواقعة فيه وهو سن البلوغ الشرعي