فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْداً فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ وَلا تَأْكُلُوها إِسْرافاً وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا وَمَنْ كانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَنْ كانَ فَقِيراً فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً (٦)
____________________________________
(فَإِنْ آنَسْتُمْ) أي وجدتم (مِنْهُمْ رُشْداً) والرشد عبارة عن تمكّن الشخص من إصلاح أمواله بلا سرف ولا تبذير ولا سفه (فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوالَهُمْ) المودعة عندكم (وَلا تَأْكُلُوها) أي لا تأكلوا أموال اليتامى (إِسْرافاً) أي زيادة على قدر أجرتكم في حفظها فإن الإسراف التعدي عن الحد (وَبِداراً أَنْ يَكْبَرُوا) أي لا تأكلوا أموالهم سريعا من جهة خوف أن يكبروا فيأخذوها منكم فقد كان بعض الأولياء يتلف مال اليتيم قبل أن يكبر حتى إذا كبر قال له : أنفقته عليك (وَمَنْ كانَ) من الأولياء (غَنِيًّا) يجد مؤونة سنة كاملة (فَلْيَسْتَعْفِفْ) يقال : استعفف من الشيء إذا امتنع منه ، والمعنى : أن الولي الغني لا يأخذ شيئا لنفسه من مال اليتيم بعنوان الأجرة والعوض (وَمَنْ كانَ) من الأولياء (فَقِيراً) لا يملك مؤونته لا قوة ولا فعلا فله الحق في أن يأكل من مال اليتيم (بِالْمَعْرُوفِ) الذي هو قدر أجرته على حفظ أمواله لا أزيد من ذلك (فَإِذا دَفَعْتُمْ) أيها الأولياء (إِلَيْهِمْ) أي إلى الأيتام الذين بلغوا ورشدوا (أَمْوالَهُمْ فَأَشْهِدُوا عَلَيْهِمْ) حتى لا ينكروا في المستقبل فإن الشهود حينئذ يكونون في جانبكم لدى الإنكار (وَكَفى بِاللهِ حَسِيباً) أي محاسبا وشاهدا ، فارقبوه في أعمالكم ، فإنه يعلم ما تفعلونه بأموال الأيتام.