ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٩) إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (١٠)
____________________________________
ضِعافاً خافُوا عَلَيْهِمْ) أي يجب أن يخاف ولي اليتيم من أكل ماله فإن الولي لو خلف يتيما من بعده كيف يخاف أولياء يتيمه أن يأكلوا أمواله كذلك فليجتنب هو عن ذلك ، والحاصل أن من كان في حجره يتيم فليفعل به ما يحب أن يفعل بذريته. ولا يرد على هذا المعنى أنه كيف يزر وازرة وزر أخرى ، إذ الجواب أن معنى ذلك أن الله سبحانه لا يرعى يتيمه حتى لا يقع في مخالب أولياء ظلمة ، بل يتركهم يفعلون به ما فعل أبوه بأيتام الناس ، وهكذا يفسّر ما ورد من عقوبة الأبناء بفعل الآباء ، و «ضعاف» جمع ضعيف (فَلْيَتَّقُوا اللهَ) في أمر الأيتام فلا يأكلوا أموالهم ولا يؤذوهم (وَلْيَقُولُوا) للأيتام (قَوْلاً سَدِيداً) صحيحا موافقا للعدل والشرع ، فلا ينهروا الأيتام ولا يخشنوا معهم في الكلام كما جرت عادة كثير من الأولياء.
[١١] ثم هددهم سبحانه بعذاب الآخرة بقوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً) بلا مبرّر واستحقاق والقيد توضيحي ، لإفادة أن أكل أموالهم ظلم وجور (إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ) أي يملئون بطونهم (ناراً) فإن مال اليتيم ينقلب نارا (وَسَيَصْلَوْنَ) يقال : صلي الأمر إذا قاسى شدته وحرّه (سَعِيراً) أي نارا مسعّرة مؤجّجة ، والأكل في الآية كناية عن التصرف في المال ولو كان مثل الدار واللباس فإن الأكل يستعمل بهذا المعنى كثيرا.