وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ (١٤) وَاللاَّتِي يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ
____________________________________
ظلما شيء يعتدّ به فإنه لا فوز كفوز الجنة الدائمة.
[١٥] (وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَرَسُولَهُ) بمخالفة أوامرهما وارتكاب نواهيهما (وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ) فيتجاوز ما حدّ له من الطاعات (يُدْخِلْهُ ناراً خالِداً فِيها) أي دائما. ومن المعلوم أن ذلك لمن خالف جميع الأوامر لا بعضها التي دل الدليل على عدم خلوده ، ولعل عموم «حدوده» حيث أنه جمع مضاف ، يدل على ذلك (وَلَهُ عَذابٌ مُهِينٌ) فيهان في العذاب حتى يجتمع عليه عذاب الروح وعذاب الجسد.
[١٦] وحيث بيّن سبحانه حكم الرجال والنساء في باب النكاح والميراث بيّن حكم الحدود فيهن إذا ارتكبن الحرام فقال سبحانه : (وَاللَّاتِي) جمع «التي» أي النساء اللاتي (يَأْتِينَ الْفاحِشَةَ) أي الزنا ، وإنما سميت بالفاحشة لأنه أمر يفحش ويتجاوز الحد (مِنْ نِسائِكُمْ) سواء كنّ ذوات أزواج أو لا (فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ) أي اطلبوا شهادة أربعة رجال رأوا الزنا كالميل في المكحلة (فَإِنْ شَهِدُوا) أربعة عدول على ذلك (فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ) أي فاحبسوهن فيها. وقد كان ذلك حكم الإسلام بالنسبة إلى الزانية ابتداء (حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ)