أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً (١٥) وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَأَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً (١٦) إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ
____________________________________
أي حتى تموت (أَوْ يَجْعَلَ اللهُ لَهُنَّ سَبِيلاً) أي يجعل لهن أمرا آخر غير الحبس. وقد نزلت آية الحدود وهي قوله تعالى : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ) (١) فارتفع حكم الحبس في البيت. وما ورد في الأخبار من أن آية الحد ناسخة لآية الحبس ، يراد به أن حكم الحبس ارتفع لانقضاء أمده ، لأنه كان مؤقتا بجعل السبيل.
[١٧] (وَالَّذانِ يَأْتِيانِها مِنْكُمْ) لعل المراد ب «اللذان» اللائط والملوط به فالضمير يرجع إلى الفاحشة لا بمعناها الأول بل بالمعنى المنطبق ، أما تفسيره بالزانيين ـ فإن لم يرد بذلك حديث عن المعصوم عليهالسلام ـ فبعيد. (فَآذُوهُما) الأذية أعم من الحد فلا حاجة إلى القول بنسخ الحكم ـ إن لم يرد بذلك حديث معتبر ـ (فَإِنْ تابا) من فعلهما (وَأَصْلَحا) والمراد بالإصلاح الإتيان بالأعمال الصالحة (فَأَعْرِضُوا عَنْهُما) ولا تتعرضوا لهما بسوء (إِنَّ اللهَ كانَ تَوَّاباً رَحِيماً).
[١٨] ثم بيّن سبحانه ممن تقبل التوبة وممن لا تقبل؟ لمناسبة قوله : «فإن تابا» فقال : (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ) أي أن قبول التوبة حق عليه سبحانه ـ جعله على نفسه ـ أو المراد توبة الله أي رجوعه عن المعاصي ، فإن كلّا من الله والعبد توّاب بمعنى راجع إلى الآخر ، فإن رجوع العبد بمعنى إقلاعه عن الذنب ورجوع الله بمعنى لطفه وإحسانه
__________________
(١) النور : ٣.