إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ
____________________________________
كونك لا يجوز لك التصرف في النفائس منها» تريد أن الجواز في غيرها (إِنَّ اللهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ) من تحليل وتحريم وسائر الأحكام مما يراه صلاحا.
[٣] (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللهِ) الشعائر جمع شعيرة ، وهي الأمر المرتبط بشيء كأنه من علائمه ومزاياه ، فشعائر الحج : الأمور المرتبطة بالحج ، وشعائر الله الأمور المرتبطة بالله ، ولعل اشتقاقها من «الشعر» بمعنى ما ينبت من الإنسان ، كأن الشعيرة تلازم الشيء تلازم الشعر ، أو تلازم الشعار ـ الذي هو الثوب الذي على الجسد مقابل الدثار الذي هو الثوب الفوقاني ـ لبدن الإنسان. والشعائر في الآية ـ لكونها مطلقة ـ تشمل كل شيء كان أو أصبح من الأمور المرتبطة بالله مما لم ينه عنه ، فمعالم الحج من الشعائر ، كما أن تشييد القباب على أضرحة الأئمة الطاهرين من الشعائر. والمراد من عدم إحلال الشعائر : خرق حرمات الله.
وقد ورد عن الإمام الباقر عليهالسلام أنه قال : «نزلت هذه الآية في رجل من بني ربيعة يقال له الحطم ، وقيل أنه أتى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وسأله عن معالم الإيمان ، ثم أخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بأنه دخل بوجه كافر وخرج بعقب غادر ، ولما وصل إلى سرح ساقه معه بها وأقبل في القابل حاجا قد قلد هديا ، فلما قصد الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم معاقبته نزلت الآية» (١) يريد بذلك «آمّين البيت الحرام».
__________________
(١) البحار : ج ١٩ ص ١٤٨.