وَلا الشَّهْرَ الْحَرامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً وَإِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا
____________________________________
(وَلَا) تحلوا (الشَّهْرَ الْحَرامَ) بأن تقاتلوا فيه ، والأشهر الحرم هي : رجب وذو القعدة وذو الحجة والمحرم (وَلَا) تحلوا (الْهَدْيَ) وهو الشيء الذي يهديه الحاج إلى بيت الله الحرام للذبح من إبل أو بقر أو غنم ، والمراد : لا تحولوا دون بلوغ ذلك إلى محله (وَلَا) تحلوا (الْقَلائِدَ) وهي جمع قلادة ، ما يقلد به الهدي من الإبل ، وهو أن يقلد في عنقها شيء ليعلم أنه هدي لا يجوز تحليتها إذ بعد تقليدها تكون لله ولا يجوز الرجوع فيها (وَلَا) تحلوا حال كونكم (آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرامَ) جمع «آمّ» على وزن «مادّ» من «أمّ» بمعنى قصد أي لا تتعرضوا لمن قصد البيت الحرام لأداء الحج (يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْواناً) أي يطلبون بقصدهم الحج الفضل ـ أي الزيادة في الثواب أو المال أو غيرهما ـ من الله ورضاه مقابل من قصد الحج للإفساد فإن صده جائر.
(وَإِذا حَلَلْتُمْ) عن الإحرام (فَاصْطادُوا) الصيد الذي حرمه الإحرام ، والأمر هنا للجواز لأنه في مقام توهم الحضر ، وهذا دفع لما تقدم من قوله سبحانه : (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) فقد كان السياق لبيان المحرمات ، ولذا أتت الآية الثانية لبيان سائر المحرمات مما أشير إلى بعضها في الآية الأولى وهو (غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ).
ثم إنه لما أنهى سبحانه عن تحليل تلك الحرمات ، بيّن أن هذه الحرمات لا فرق فيها بين من اعتدى عليكم وبين من لم يعتد عليكم ،