وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً
____________________________________
«الباء» للتبعيض أي : بعض رؤوسكم ، وهو الربع المقدم من الرأس من المفرق إلى قصاص الشعر (وَ) امسحوا (أَرْجُلَكُمْ) والمراد بهما ظهرهما (إِلَى الْكَعْبَيْنِ) وهما قبتا القدمين ، وإنما قرء بالنصب مع أنه معطوف على المجرور باعتبار المحل ، وقد كان الترتيب المجزي قطعا في باب الوضوء غسل الوجه ثم اليد اليمنى ثم اليسرى ثم مسح الرأس ثم الرجل اليمنى ثم اليسرى ، والمسح ببقية بلل الوضوء.
(وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُباً) «الجنب» لفظ يقع على المفرد والمثنى والجمع ، والمذكر والمؤنث ، بلفظ واحد ، هو من «البعد» ، كأن الإنسان إذا اعترته هذه الحالة يبتعد من النظافة ، وحصول الجنابة بالإنزال أو الإدخال (فَاطَّهَّرُوا) من «تطهر» ثم أدغمت التاء في الطاء وجيء بهمزة الوصل لامتناع الابتداء بالساكن ، والتطهير هو الاغتسال بالارتماس في الماء مرة واحدة ، أو الترتيب بغسل الرأس والرقبة ثم الجانب الأيمن ثم الجانب الأيسر (وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى) لا تتمكنون من استعمال الماء للوضوء (أَوْ عَلى سَفَرٍ) أي مسافرين ـ وقد سبق أن ذكر السفر لغلبة عدم وجود الماء فيه ـ (أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ) و «الغائط» هو المحل المنخفض من الأرض وسمي البراز به بعلاقة الحال والمحل وذلك كناية عن الحدث (أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ) وهو كناية عن الجماع (فَلَمْ تَجِدُوا ماءً) هذا مرتبط بالسفر والحدث واللمس