وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (٧)
____________________________________
عليكم وأرشدكم إلى مصالحكم وما يقربكم منه سبحانه.
[٨] (وَ) إذ أتم سبحانه نعمته عليكم ف (اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَ) اذكروا (مِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ) أي عهده الذي عاهدكم به من الإيمان والسمع والطاعة ، فقد أخذ سبحانه ميثاق الأمم على يد الأنبياء (إِذْ قُلْتُمْ) بعد ما آمنتم : (سَمِعْنا وَأَطَعْنا) فعليكم حسب المعاهدة السمع والطاعة وعلى الله الإسعاد في الدنيا والآخرة ، والله سبحانه فعل ما عليه فعليكم أن تفعلوا ما عليكم (وَاتَّقُوا اللهَ) فلا تخالفوا أوامره ونواهيه (إِنَّ اللهَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) في «ظلال القرآن» قال : و «ذات الصدور» أي صاحبة الصدور الملازمة لها اللاصقة بها ، وهي كناية عن النيات المقيمة والأسرار الدفينة والمشاعر التي لها صفة الملازمة للقلوب والاستقرار في الصدور وهي على خفائها هناك مكشوفة لعلم الله والله بها عليم.
[٩] ثم يرجع السياق إلى لزوم الجادة وعدم الاعتداء ـ كما سبق ـ في قوله : (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ) (١) ، كما تجد مثل ذلك كثيرا في القرآن الحكيم حيث يلطف الجو بذكر الصلاة ونحوها ثم يرجع إلى المطلب السابق بعد ما لطف الجو وربطه بالطابع الإلهي العام وأخرج الكلام عن كونه مملّا. ثم إن ما يأتي هو من الميثاق الذي واثق الله
__________________
(١) المائدة : ٣