يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَداءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ (٨) وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ (٩)
____________________________________
عباده به (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ) أي كثيري القيام لأمر الله سبحانه ورضاه (شُهَداءَ بِالْقِسْطِ) أي بالعدل في كل أمر من الأمور (وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ) أي لا يحملنكم (شَنَآنُ قَوْمٍ) أي : عداؤهم لكم (عَلى أَلَّا تَعْدِلُوا) في الحكم عليهم وعند مخالطتهم ، فإن الإنسان إذا عادى شخصا لا يعدل بالنسبة إليه ـ غالبا ـ انتقاما وشفاء لما في صدره من الضغينة عليه ، ولذا كان من أسس الإسلام قول الحق في الرضى والغضب (اعْدِلُوا هُوَ) أي العدل (أَقْرَبُ لِلتَّقْوى) وليس المفهوم : أن الجور قريب إلى التقوى ، فإن التفضيل في مثل المقام ينسلخ عن معناه اللغوي (وَاتَّقُوا اللهَ) باجتناب نواهيه والإتيان بأوامره (إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ) فيجازيكم على أعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر.
[١٠] (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) بالله ورسله وما جاءوا به (وَعَمِلُوا) الأعمال (الصَّالِحاتِ) وذلك يلازم ترك السيئات (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) لذنوبهم (وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) وجملة (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) في موضع نصب مفعولا ل «وعد» ولعلّ سر الإتيان بالجملة ، إفادة أن المطلب مقطوع به ، فإن الجملة الاسمية تفيد اليقين.