وَلا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ (٤٤) وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ فِيها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ
____________________________________
وتحريف حكمي فإن النفع والضرر بيدي (وَلا تَشْتَرُوا) بمقابل آياتي وأحكامي (ثَمَناً قَلِيلاً) حيث أنكم إذا كتمتم الأحكام لأجل الرشوة والرئاسة كنتم كمن يعطي السلعة ليأخذ المال ، وكل شيء من المال والرئاسة في مقابل حكم الله ثمن قليل لأنه يزول وينتقل وتبقى تبعة التحريف والكتمان والحكم بخلاف ما أنزل الله (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ) لعلّ وجه الإتيان بالنفي دون أن يقول «ومن حكم بغير ما أنزل الله» ليشمل الحاكم بالخلاف والساكت الكاتم ، فإن من يعلم حكم الله ويسكت ويكتم يكون مصداقا ل (مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ)(فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) ومن المعلوم أن عدم الحكم كفر عملي لا كفر اعتقادي ، إلا إذا رجع إلى الجحود لأصل من أصول الدين ، وإنكار ضروري من ضروريات الإسلام ، ويسمى كافرا لأنه ستر الحق ، فإن الكفر لغة بمعنى الستر.
[٤٦] (وَكَتَبْنا عَلَيْهِمْ) أي على بني إسرائيل (فِيها) أي في التوراة (أَنَّ النَّفْسَ) تقتل بمقابل النفس فإذا قتل الإنسان شخصا عمدا ، قتل القاتل في قبال ذاك ، ولعل هذه الآية تؤيد كون الآيات السابقة كانت بشأن قصة بني النضير وبني قريضة ـ كما تقدم ـ (وَالْعَيْنَ) مفقوءة (بِالْعَيْنِ) أو معمية بها (وَالْأَنْفَ) مجدوعة (بِالْأَنْفِ) أما